{ إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله أوثانا } بيّن لهم إبراهيم أنهم يعبدون ما لا ينفع ولا يضرّ ولا يسمع ولا يبصر ، والأوثان هي : الأصنام . وقال أبو عبيدة : الصنم ما يتخذ من ذهب أو فضة أو نحاس ، والوثن ما يتخذ من جصّ أو حجارة . وقال الجوهري : الوثن الصنم والجمع أوثان { وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً } أي وتكذبون كذباً على أن معنى { تخلقون } تكذبون ، ويجوز أن يكون معناه : تعملون وتنحتون ، أي تعملونها ، وتنحتونها للإفك . قال الحسن : معنى تخلقون تنحتون : أي إنما تعبدون أوثاناً ، وأنتم تصنعونها . قرأ الجمهور { تخلقون } بفتح الفوقية وسكون الخاء وضم اللام مضارع خلق و{ إفكا }ً بكسر الهمزة وسكون الفاء . وقرأ عليّ بن أبي طالب وزيد بن عليّ والسلمي وقتادة بفتح الخاء واللام مشدّدة ، والأصل تتخلقون . وروي عن زيد بن عليّ أنه قرأ بضم التاء وتشديد اللام مكسورة . وقرأ ابن الزبير وفضيل بن ورقان : " أَفكا " بفتح الهمزة وكسر الفاء وهو مصدر كالكذب ، أو صفة لمصدر محذوف ، أي خلقا أفكا { إِنَّ الذين تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً } أي لا يقدرون على أن يرزقوكم شيئاً من الرزق { فابتغوا عِندَ الله الرزق } أي اصرفوا رغبتكم في أرزاقكم إلى الله فهو الذي عنده الرزق كله ، فاسألوه من فضله ووحدوه دون غيره { واشكروا لَهُ } أي على نعمائه ، فإن الشكر موجب لبقائها وسبب للمزيد عليها ، يقال : شكرته وشكرت له { إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } بالموت ثم بالبعث لا إلى غيره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.