قوله : { يَأَيُّهَا الذين آمَنُواْ اصبروا } الخ . هذه الآية العاشرة من قوله سبحانه : { إِنَّ فِي خَلْقِ السماوات } [ البقرة : 164 ، آل عمران : 190 ] ختم بها هذه السورة لما اشتملت عليه من الوصايا التي جمعت خير الدنيا ، والآخرة ، فحض على الصبر على الطاعات ، والشهوات ، والصبر : الحبس ، وقد تقدم تحقيق معناه . والمصابرة : مصابرة الأعداء ، قاله الجمهور : أي : غالبوهم في الصبر على الشدائد الحرب ، وخص المصابرة بالذكر بعد أن ذكر الصبر لكونها أشدّ منه ، وأشقّ . وقيل : المعنى : صابروا على الصلوات ، وقيل صابروا الأنفس عن شهواتها . وقيل : صابروا الوعد الذي وعدتم ، ولا تيأسوا ، والقول الأول هو المعنى العربي ، ومنه قول عنترة :
فَلَمْ أرَ حيّاً صَابَروا مِثْل صَبَرْنا *** وَلا كَافَحوا مِثْلَ الذين نُكَافِحُ
أي : صابروا العدّو في الحرب . قوله : { وَرَابِطُوا } أي : أقيموا في الثغور رابطين خيلكم فيها ، كما يربطها أعداؤكم وهذا قول جمهور المفسرين . وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن : هذه الآية في انتظار الصلاة بعد الصلاة ، ولم يكن في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزو يرابط فيه ، وسيأتي ذكر من خرج عنه هذا ، والرباط اللغوي هو الأوّل ، ولا ينافيه تسميته صلى الله عليه وسلم ، لغيره رباطاً ، كما سيأتي . ويمكن إطلاق الرباط على المعنى الأول ، وعلى انتظار الصلاة . قال الخليل : الرباط ملازمة الثغور ، ومواظبة الصلاة ، هكذا قال ، وهو من أئمة اللغة . وحكى ابن فارس عن الشيباني أنه قال : يقال ماء مترابط دائم لا يبرح ، وهو يقتضي تعدية الرباط إلى غير ارتباط الخيل في الثغور . قوله : { واتقوا الله } فلا تخالفوا ما شرعه لكم { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } أي : تكونون من جملة الفائزين بكل مطلوب ، وهم : المفلحون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.