فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لَٰكِنِ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّهُمۡ لَهُمۡ جَنَّـٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا نُزُلٗا مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِۗ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٞ لِّلۡأَبۡرَارِ} (198)

قوله : { لَكِنِ الذين اتقوا رَبَّهُمْ } هو استدراك مما تقدّمه ؛ لأن معناه معنى النفي كأنه قال : ليس لهم في تقلبهم في البلاد كثير انتفاع { لَكِنِ الذين اتقوا } لهم الانتفاع الكثير ، والخلد الدائم . وقرأ يزيد بن القعقاع «لكن » بتشديد النون . قوله : { نُزُلاً } مصدر مؤكد عند البصريين ، كما تقدّم في { ثواباً } وعند الكسائي ، والفراء مثل ما قالا في { ثواباً } ، والنزل ما يهيأ للنزيل ، والجمع أنزال ، قال الهروي : { نُزُلاٍ منْ عِندِ الله } أي : ثواباً من عند الله { وَمَا عِندَ الله } مما أعدّه لمن أطاعه { خَيْرٌ للأبْرَارِ } مما يحصل للكفار من الربح في الأسفار فإنه متاع قليل عن قريب يزول .

/خ200