فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يَنفَعُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَعۡذِرَتُهُمۡ وَلَا هُمۡ يُسۡتَعۡتَبُونَ} (57)

{ فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يَنفَعُ الذين ظَلَمُواْ مَعْذِرَتُهُمْ } أي لا ينفعهم الاعتذار يومئذ ولا يفيدهم علمهم بالقيامة . وقيل : لما ردّ عليهم المؤمنون سألوا الرجوع إلى الدنيا واعتذروا فلم يعذروا .

قرأ الجمهور { لا تنفع } بالفوقية ، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي بالتحتية { وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } يقال : استعتبته فأعتبني ، أي استرضيته ، فأرضاني ، وذلك إذا كنت جانياً عليه ، وحقيقة أعتبته أزلت عتبه ، والمعنى : أنهم لا يدعون إلى إزالة عتبهم من التوبة والطاعة كما دعوا إلى ذلك في الدنيا .

/خ60