فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱعۡتَصَمُواْ بِهِۦ فَسَيُدۡخِلُهُمۡ فِي رَحۡمَةٖ مِّنۡهُ وَفَضۡلٖ وَيَهۡدِيهِمۡ إِلَيۡهِ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا} (175)

{ فَأَمَّا الذين آمَنُوا بالله واعتصموا بِهِ } أي : بالله ، وقيل : بالنور المذكور : { فَسَيُدْخِلُهُمْ فِى رَحْمَةٍ منْهُ } يرحمهم بها { وَفَضَّلَ } يتفضل به عليهم { وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ } أي : إلى امتثال ما أمر به واجتناب ما نهى عنه أو إليه سبحانه وتعالى باعتبار مصيرهم إلى جزائه ، وتفضله : { صراطا مسْتَقِيماً } أي : طريقاً يسلكونه إليه مستقيماً لا عوج فيه ، وهو التمسك بدين الإسلام ، وترك غيره من الأديان ، قال أبو علي الفارسي : الهاء في قوله { إِلَيْهِ } راجعة إلى ما تقدّم من اسم الله ؛ وقيل : راجعة إلى القرآن ؛ وقيل : إلى الفضل ؛ وقيل : إلى الرحمة والفضل لأنهما بمعنى الثواب وانتصاب { صراطاً } على أنه مفعول ثان للفعل المذكور ؛ وقيل : على الحال .

/خ175