الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱعۡتَصَمُواْ بِهِۦ فَسَيُدۡخِلُهُمۡ فِي رَحۡمَةٖ مِّنۡهُ وَفَضۡلٖ وَيَهۡدِيهِمۡ إِلَيۡهِ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا} (175)

قوله سبحانه : { فَأَمَّا الذين ءَامَنُواْ بالله واعتصموا بِهِ }[ النساء :175 ] .

أي : اعتصموا باللَّهِ ، ويحتمل : اعتصموا بالقُرآن ، كما قال عليه السلام : ( القُرْآنُ حَبْلُ اللَّهِ المَتِينُ ، مَنْ تَمَسَّكَ بِهِ عُصِمَ ) ، والرحمةُ والفَضْل : الجنَّة ونعيمُها ، و{ يَهْدِيهِمُ } معناه : إلى الفَضْل ، وهذا هدايةُ طريقِ الجِنَانِ ، كما قال تعالى : { سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ . . . }[ محمد : 5 ] ، لأنَّ هداية الإرشادِ قَدْ تقدَّمت ، وتحصَّلت حينَ آمنوا باللَّه واعتصموا بكتابِهِ ، ( فيهدِيهِمْ ) هنا بمعنى : يُعَرِّفهم ، وباقي الآية بيِّن .