فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱعۡتَصَمُواْ بِهِۦ فَسَيُدۡخِلُهُمۡ فِي رَحۡمَةٖ مِّنۡهُ وَفَضۡلٖ وَيَهۡدِيهِمۡ إِلَيۡهِ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا} (175)

{ فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما } قال ابن جريج : آمنوا بالله واعتصموا بالقرآن ؛ وقال ابن كثير : جمعوا بين مقامي العبادة والتوكل على الله في جميع أمورهم ؛ ونقل الحسن النيسابوري : { آمنوا بالله } في ذاته وصفاته وأفعاله وأحكامه وأسمائه ، { واعتصموا به } تمسكوا بدينه ، أو لجأوا إليه في أن يثبتهم على الإيمان ، ويصونهم عن زيغ الشيطان ، { فسيدخلهم في رحمة منه } المؤمنون بالله المعتصمون بمنهاجه وكتابه سيدخلهم الله تعالى جنته ودار كرامته ، { وفضل } وإحسان لا يشبه إحسان ، يمنحونه فوق ما متعوا به من نعيم ، { ويهديهم إليه صراطا مستقيما } يهديهم ربهم بإيمانهم- وهذه صفة المؤمنين في الدنيا والآخرة ، فهم في الدنيا على منهاج الاستقامة وطريق السلامة في جميع الاعتقادات والعمليات ، وفي الآخرة على صراط الله المستقيم المفضي إلى روضات الجنات-( {[1653]} ) .


[1653]:من تفسير القرآن العظيم؛ لابن كثير.