الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱعۡتَصَمُواْ بِهِۦ فَسَيُدۡخِلُهُمۡ فِي رَحۡمَةٖ مِّنۡهُ وَفَضۡلٖ وَيَهۡدِيهِمۡ إِلَيۡهِ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا} (175)

قوله : ( فَأَمَّا الذِينَ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ ) أي تمسكوا بالنور وهو القرآن فالهاء تعود على القرآن .

وقيل : معنى ( وَاعْتَصَمُوا بِهِ ) أي اقتنعوا بكتابه عن معاصيه( {[14179]} ) .

( فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةِ مِّنْهُ وَفَضْلِ وَيَهْدِيهِمُ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً ) أي : يوفقهم لإصابة فضله ، ويهديهم لسلوك طريق من أنعم عليه من أهل طاعته .

وقال بعض الكوفيين في نصب الصراط : إنه على القطع من الهاء في إليه( {[14180]} ) .

وقيل : معنى ( وَيَهْدِيهِمُ إِلَيْهِ ) أي : إلى ثوابه .

والهاء في إليه تعود على الله جل ذكره .

وقيل : تعود على الفضل( {[14181]} ) .

وقيل : على الرحمة والفضل لأنهما بمعنى الثواب والرحمة في قول مقاتل( {[14182]} ) : الجنة .


[14179]:- هو قول النحاس، إعراب النحاس 1/437.
[14180]:- انظر: جامع البيان 6/40.
[14181]:- هو قول للنحاس، إعراب النحاس 1/477.
[14182]:- هو أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشر الأزدي توفي 150 هـ كان محدثاً ومفسراً. انظر: الجرح والتعديل 4/1/375، وميزان الاعتدال 4/473، والتهذيب 10/279.