{ فَأَمَّا الذين آمَنُوا بالله } حسبما يوجبُه البرهانُ الذي أتاهم { واعتصموا بِهِ } أي عصَموا به أنفسَهم مما يُرديها من زيغ الشيطانِ وغيره { فَسَيُدْخِلُهُمْ في رَحْمَةٍ منهُ وَفَضْلٍ } قال ابنُ عباس رضي الله تعالى عنهما : هي الجنةُ وما يُتفضَّل عليهم [ به ] مما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمِعت ولا خطَر على قلب بشر . وعبّر عن إفاضة الفضلِ بالإدخال على طريقةِ قوله : [ الرجز ]
علفتُها تبناً وماءً بارداً{[153]} *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وتنوينُ رحمةً وفضلٍ تفخيميٌّ ومنه متعلقٌ بمحذوف وقع صفةً مشرِّفة لرحمة { وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ } أي إلى الله عز وجل ، وقيل : إلى الموعود ، وقيل : إلى عبادته { صراطا مُسْتَقِيماً } هو الإسلامُ والطاعةُ في الدينا وطريقُ الجنةِ في الآخرة . وتقديمُ ذكرِ الوعد بإدخال الجنةِ على الوعد بالهداية إليها على خلاف الترتيبِ في الوجود بين الموعودَين للمسارعة إلى التبشير بما هو المقصِدُ الأصليُّ . قيل : انتصابُ صِراطاً على أنه مفعولٌ لفعلٍ محذوف يُنبئ عنه يهديهم أي يعرِفهم صراطاً مستقيماً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.