محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱعۡتَصَمُواْ بِهِۦ فَسَيُدۡخِلُهُمۡ فِي رَحۡمَةٖ مِّنۡهُ وَفَضۡلٖ وَيَهۡدِيهِمۡ إِلَيۡهِ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا} (175)

/ ( فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما175 ) .

( فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به ) أي : عصموا به أنفسهم مما يرديها من زيغ الشيطان ( فسيدخلهم في رحمة منه ) وهي الجنة ( وفضل ) يتفضل به عليهم بعد إدخالهم الجنة . كالنظر إلى وجهه الكريم وغيره من مواهبه الجليلة ( ويهديهم إليه صراطا مستقيما ) فيسلكهم ، بتمسكهم بالبرهان والنور المبين ، الطريق الواضح القصد . وهو الإسلام . وتقديم ذكر الوعد بإدخال الجنة ، على الوعد بالهداية إليها ، على خلاف الترتيب في الوجود بين الموعدين –للمسارعة إلى التبشير بما هو المقصد الأصلي .