فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱعۡتَصَمُواْ بِهِۦ فَسَيُدۡخِلُهُمۡ فِي رَحۡمَةٖ مِّنۡهُ وَفَضۡلٖ وَيَهۡدِيهِمۡ إِلَيۡهِ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا} (175)

{ فأما } أي فمنكم من آمن ومنكم من كفر فأما { الذين آمنوا بالله } أي صدقوا بوحدانيته وبما أرسل من رسول وأنزل من كتاب ، وترك الشق الآخر إشارة إلى إهمالهم لأنهم في حيز الطرح { واعتصموا به } أي بالله أو بالقرآن وقيل بالنور المذكور { فسيدخلهم في رحمة منه } يرحمهم بها ، قال ابن عباس : الرحمة الجنة سميت باسم محلها .

{ وفضل } يتفضل به عليهم بعد إدخالهم الجنة كالنظر إلى وجهه الكريم وغيره من مواهب الجنة { ويهديهم إليه } أي إلى امتثال ما أمر به واجتناب ما نهى عنه الله سبحانه وتعالى باعتبار مصيرهم إلى جزائه وتفضله ، قال أبوعلي الفارسي : الهاء في إليه راجعة إلى ما تقدم من إسم الله ، وقيل إلى القرآن وقيل إلى الفضل وقيل إلى الرحمة والفضل لأنهما بمعنى الثواب ، وأخر هذا مع أنه سابق في الوجود الخارجي على ما قبله تعجيلا للمسرة والفرح على حد : سعد في دارك .

{ صراطا } أي طريقا يسلكونه إليه { مستقيما } لا عوج فيه وهو التمسك بدين الإسلام وترك غيره من الأديان .