فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونٖ} (8)

{ إِنَّ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } أي غير مقطوع عنهم ، يقال مننت الحبل : إذا قطعته ، ومنه قول الأصبغ الأودي :

إني لعمرك ما آبي بذي علق *** على الصديق ولا خيري بممنون

وقيل الممنون المنقوص ، قاله قطرب ، وأنشد قول زهير :

فضل الجواد على الخيل البطاقا *** يعطى بذلك ممنوناً ولا مرقاً

قال الجوهري : المنّ القطع ، ويقال النقص ، ومنه قوله تعالى : { لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } ، وقال لبيد :

* عنسا كواسب لا يمنّ طعامها *

وقال مجاهد غير ممنون : غير محسوب . وقيل معنى الآية : لا يمن عليهم به لأنه إنما يمنّ بالتفضل ، فأما الأجر فحقّ أداؤه . وقال السدّي : نزلت في المرضى والزمنى والهرمى إذا ضعفوا عن الطاعة كتب لهم من الأجر كأصحّ ما كانوا يعملون فيه .

/خ14