ثم أمره الله سبحانه أن يجيب عن قولهم هذا ، فقال : { قُلْ إِنَّمَا أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ يوحى إِلَىَّ أَنَّمَا إلهكم إله وَاحِدٌ } أي إنما أنا كواحد منكم لولا الوحي ، ولم أكن من جنس مغاير لكم حتى تكون قلوبكم في أكنة مما أدعوكم إليه ، وفي آذانكم وقر ، ومن بيني وبينكم حجاب ، ولم أدعكم إلى ما يخالف العقل ، وإنما أدعوكم إلى التوحيد . قرأ الجمهور { يوحى } مبنيا للمفعول . وقرأ الأعمش والنخعي مبنياً للفاعل ، أي يوحي الله إليّ . قيل ومعنى الآية : إني لا أقدر على أن أحملكم على الإيمان قسراً ، فإني بشر مثلكم ، ولا امتياز لي عنكم إلاّ أني أوحي إليّ التوحيد والأمر به ، فعليّ البلاغ وحده ، فإن قبلتم رشدتم وإن أبيتم هلكتم . وقيل المعنى : إني لست بملك ، وإنما أنا بشر مثلكم ، وقد أوحي إليّ دونكم ، فصرت بالوحي نبياً ، ووجب عليكم اتباعي . وقال الحسن في معنى الآية : إن الله سبحانه علم رسوله صلى الله عليه وسلم كيف يتواضع { فاستقيموا إِلَيْهِ } عدّاه بإلى لتضمنه معنى توجهوا ، والمعنى : وجهوا استقامتكم إليه بالطاعة ولا تميلوا عن سبيله { واستغفروه } لما فرط منكم من الذنوب . ثم هدّد المشركين وتوعدهم ، فقال : { وَوَيْلٌ لّلْمُشْرِكِينَ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.