فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّا جَعَلۡنَٰهُ قُرۡءَٰنًا عَرَبِيّٗا لَّعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ} (3)

ومعنى { جعلناه } ، أي سميناه ووصفناه ، ولذلك تعدّى إلى مفعولين . وقال السدّي : المعنى أنزلناه { قُرْءاناً } . وقال مجاهد : قلناه . وقال سفيان الثوري : بيناه { عَرَبِيّاً } ، وكذا قال الزجاج ، أي أنزل بلسان العرب ، لأن كلّ نبي أنزل كتابه بلسان قومه . وقال مقاتل : لأن لسان أهل الجنة عربيّ { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } أي جعلنا ذلك الكتاب قرآناً عربياً لكي تفهموه ، وتتعقلوا معانيه ، وتحيطوا بما فيه . قال ابن زيد : لعلكم تتفكرون .