فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ كَانُواْ لَهُمۡ أَعۡدَآءٗ وَكَانُواْ بِعِبَادَتِهِمۡ كَٰفِرِينَ} (6)

{ وإذا حشر الناس } العابدون للأصنام { كانوا } أي كان الأصنام { لهم } أي لعابديهم { أعداء } يتبرأ بعضهم من بعض ، ويلعن بعضهم بعضا ، وقد قيل : إن الله يخلق الحياة في الأصنام فتكذبهم ، وقيل : المراد إنها تكذبهم وتعاديهم بلسان الحال لا بلسان المقال ، وأما الملائكة والمسيح وعزير والشياطين فإنهم يتبرأون ممن عبدهم يوم القيامة ، كما في قوله تعالى : { تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون } .

{ وكانوا بعبادتهم كافرين } أي كان المعبودون بعبادة المشركين إياهم جاحدين مكذبين ، وقيل : الضمير في كانوا للعابدين ، كما في قوله : { والله ربنا ما كنا مشركين } والأول أولى .