{ أَمْ يَقُولُونَ افتراه } أم هي المنقطعة : أي بل أيقولون افتراه ؟ والاستفهام للإنكار والتعجب من صنيعهم ، وبل للانتقال عن تسميتهم الآيات سحراً إلى قولهم : إن رسول الله افترى ما جاء به ، وفي ذلك من التوبيخ والتقريع ما لا يخفى . ثم أمره الله سبحانه أن يجيب عنهم فقال : { قُلْ إِنِ افتريته فَلاَ تَمْلِكُونَ لِي مِنَ الله شَيْئاً } أي قل إن افتريته على سبيل الفرض والتقدير ، كما تدّعون ، فلا تقدرون على أن تردّوا عني عقاب الله ، فكيف أفتري عل الله لأجلكم ، وأنتم لا تقدرون على دفع عقابه عني ؟ { هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ } أي تخوضون فيه من التكذيب ، والإفاضة في الشيء : الخوض فيه ، والاندفاع فيه ، يقال : أفاضوا في الحديث ، أي اندفعوا فيه ، وأفاض البعير : إذا دفع جرّته من كرشه ، والمعنى : الله أعلم بما تقولون في القرآن ، وتخوضون فيه من التكذيب له ، والقول بأنه سحر وكهانة : { كفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ } فإنه يشهد لي بأن القرآن من عنده ، وأني قد بلغتكم ، ويشهد عليكم بالتكذيب والجحود ، وفي هذا وعيد شديد { وَهُوَ الغفور الرحيم } لمن تاب وآمن ، وصدّق بالقرآن وعمل بما فيه : أي كثير المغفرة والرحمة بليغهما .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.