فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَأَن لَّيۡسَ لِلۡإِنسَٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ} (39)

{ وَأَن لَّيْسَ للإنسان إِلاَّ مَا سعى } عطف على قوله : { أَلاَّ تَزِرُ } وهذا أيضاً مما في صحف موسى ، والمعنى : ليس له إلاّ أجر سعيه وجزاء عمله ولا ينفع أحداً عمل أحد ، وهذا العموم مخصوص بمثل قوله سبحانه :

{ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرّيَّتَهُمْ } [ الطور : 21 ] ، وبمثل ما ورد في شفاعة الأنبياء والملائكة للعباد ومشروعية دعاء الأحياء للأموات ونحو ذلك ، ولم يصب من قال : إن هذه الآية منسوخة بمثل هذه الأمور ، فإن الخاصّ لا ينسخ العام ، بل يخصصه ، فكل ما قام الدليل على أن الإنسان ينتفع به وهو من غير سعيه ، كان مخصصاً لما في هذه الآية من العموم : { وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يرى } .

/خ42