{ لَن تَنفَعَكُمْ أرحامكم وَلاَ أولادكم } أي لا تنفعكم القرابات على عمومها ولا الأولاد ، وخصهم بالذكر مع دخولهم في الأرحام لمزيد المحبة لهم والحنوّ عليهم ، والمعنى : أن هؤلاء لا ينفعونكم حتى توالوا الكفار لأجلهم كما وقع في قصة حاطب بن أبي بلتعة ، بل الذي ينفعكم هو ما أمركم الله به من معاداة الكفار وترك موالاتهم ، وجملة : { يَوْمَ القيامة يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ } مستأنفة لبيان عدم نفع الأرحام والأولاد في ذلك اليوم ومعنى { يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ } : يفرّق بينكم ، فيدخل أهل طاعته الجنة ، وأهل معصيته النار . وقيل : المراد بالفصل بينهم أنه يفرّ كلّ منهم من الآخر من شدّة الهول كما في قوله : { يَوْمَ يَفِرُّ المرء مِنْ أَخِيهِ } الآية [ عبس : 34 ] الآية . قيل : ويجوز أن يتعلق يوم القيامة بما قبله : أي لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة فيوقف عليه . ويبتدئ بقوله : { يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ } والأولى أن يتعلق بما بعده كما ذكرنا { والله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } لا يخفى عليه شيء من أقوالكم وأفعالكم ، فهو مجازيكم على ذلك . قرأ الجمهور : { يفصل } بضم الياء ، وتخفيف الفاء ، وفتح الصاد مبنياً للمفعول ، واختار هذه القراءة أبو عبيد . وقرأ عاصم بفتح الياء وكسر الصاد مبنياً للفاعل . وقرأ حمزة والكسائي بضم الياء وفتح الفاء وكسر الصاد مشدّدة . وقرأ علقمة بالنون . وقرأ قتادة وأبو حيوة بضم الياء وكسر الصاد مخففة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.