فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{۞إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَآبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلۡبُكۡمُ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡقِلُونَ} (22)

ثم أخبر سبحانه ب { إِنَّ شَرَّ الدواب } أي : ما دبّ على الأرض { عَندَ الله } أي : في حكمه { الصم البكم } أي : الذين لا يسمعون ولا ينطقون ، وصفوا بذلك مع كونهم ممن يسمع وينطق ، لعدم انتفاعهم بالسمع والنطق { الذين لاَ يَعْقِلُونَ } ما فيه النفع لهم فيأتونه ، وما فيه الضرر عليهم فيجتنبونه ، فهم شرّ الدوابّ عند الله ، لأنها تميز بعض تمييز ، وتفرق بين ما ينفعها ويضرّها .

/خ23