{ وَإِذَا الموءودة سُئِلَتْ } أي المدفونة حية ، وقد كان العرب إذا ولدت لأحدهم بنت دفنها حية مخافة العار أو الحاجة ، يقال : وأد يئد وأداً ، فهو وائد ، والمفعول به موءود ، وأصله مأخوذ من الثقل لأنها تدفن ، فيطرح عليها التراب ، فيثقلها فتموت ، ومنه : { وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا } [ البقرة : 255 ] : أي لا يثقله ، ومنه قول متمم بن نويرة :
وموءودة مقبورة في مغارة *** . . .
سميتها إذ ولدت تموت *** والقبر صهر ضامن رميت
قرأ الجمهور { الموءودة } بهمزة بين واوين ساكنين كالموعودة . وقرأ البزي في رواية عنه بهمزة مضمومة ثم واو ساكنة . وقرأ الأعمش : «المودة » بزنة الموزة . وقرأ الجمهور { سئلت } مبنياً للمفعول ، وقرأ الحسن بكسر السين من سال يسيل . وقرأ الجمهور { قتلت } بالتخفيف مبنياً للمفعول ، وقرأ أبو جعفر بالتشديد على التكثير . وقرأ عليّ وابن مسعود وابن عباس سألت مبنياً للفاعل : «قتلت » بضم التاء الأخيرة . ومعنى { سئلت } على قراءة الجمهور : أن توجيه السؤال إليها لإظهار كمال الغيظ على قاتلها حتى كان لا يستحق أن يخاطب ويسأل عن ذلك وفيه تبكيت لقاتلها وتوبيخ له شديد . قال الحسن : أراد الله أن يوبخ قاتلها لأنها قتلت بغير ذنب ، وفي مصحف أبيّ «وإذا الموءودة سألت بأيّ ذنب قتلتني » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.