فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَإِذَا مَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٞ فَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمۡ زَادَتۡهُ هَٰذِهِۦٓ إِيمَٰنٗاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَزَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَهُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ} (124)

قوله : { وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ } حكاية منه سبحانه لبقية فضائح المنافقين : أي إذا ما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم سورة من كتابه العزيز ، فمن المنافقين { مَن يِقُولُ } لإخوانه منهم { أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هذه } السورة النازلة { إيمانا } يقولون هذا استهزاء بالمؤمنين ، ويجوز أن يقولوه لجماعة من المسلمين قاصدين بذلك صرفهم عن الإسلام وتزهيدهم فيه ، وأيكم مرفوع بالابتداء وخبره زادته . وقد تقدّم بيان معنى السورة . ثم حكى الله سبحانه بعد مقالتهم هذه أن المؤمنين زادتهم إيماناً إلى إيمانهم ، والحال أنهم يستبشرون مع هذه الزيادة بنزول الوحي ، وما يشتمل عليه من المنافع الدينية والدنيوية .

/خ129