ثم ختم الله سبحانه هذه السورة بما يهوّن عنده بعض ما اشتملت عليه من التكاليف الشاقة ، فقال : { لَقَدْ جَاءكُمْ } يا معشر العرب { رسُولٍ } أرسله الله إليكم ، له شأن عظيم { مّنْ أَنفُسِكُمْ } من جنسكم في كونه عربياً وإلى كون هذه الآية خطاباً للعرب ذهب جمهور المفسرين . وقال الزجاج : هي خطاب لجميع العالم . والمعنى : { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ منْ } جنسكم في البشرية { عَزِيز عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ } ما مصدرية . والمعنى : شاق عليه عنتكم لكونه من جنسكم ، ومبعوثاً لهدايتكم ، والعنت : التعب لهم والمشقة عليهم بعذاب الدنيا بالسيف ونحوه ، أو بعذاب الآخرة بالنار ، أو بمجموعهما { حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ } أي : شحيح عليكم بأن تدخلوا النار ، أو حريص على إيمانكم . والأوّل : أولى ، وبه قال الفراء . والرؤوف الرحيم ، قد تقدّم بيان معناهما : أي هذا الرسول { بالمؤمنين } منكم أيها العرب أو الناس { رَؤوف رَحِيم } ثم قال مخاطباً لرسوله ومسلياً له ، ومرشداً له ، إلى ما يقوله عند أن يُعصى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.