تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَإِنَّهُۥ لَذِكۡرٞ لَّكَ وَلِقَوۡمِكَۖ وَسَوۡفَ تُسۡـَٔلُونَ} (44)

36

المفردات :

وإنه لذكر : وإن القرآن لشرف عظيم .

تسألون : أي : عن قيامكم بما أوجبه القرآن عليكم من التكاليف من أمر ونهي .

التفسير :

44- { وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون } .

نزل القرآن بلسان عربي مبين ، وكان شرفا للأمة العربية أن ينزل وحي السماء باللسان العربي ، على رجل عربي منهم ، وقد رباهم القرآن وطهرهم ، وعلمهم ووحدهم ، وجعلهم خير أمة أخرجت للناس ، وبالقرآن توحدت جزيرة العرب ، وفتحت بلاد الفرس والروم ومصر وشمال أفريقيا وبلاد ما وراء النهر ، وشرقت الدعوة الإسلامية وغربت ، واحتضن الإسلام جميع الأمم التي دخلت في الإسلام ، وكان العلماء والأدباء ، والنحاة والفلاسفة وغيرهم من بلاد أعجمية دخلت في الإسلام ، واعتنقت هذا الدين وقامت بخدمته .

قال صلى الله عليه وسلم : ( ليست العربية لأحدكم بأب ولا أم ، ولكن العربية اللسان ، من تكلم العربية فهو عربي )8 .

وفي معنى هذه الآية قوله تعالى : { لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون } . ( الأنبياء : 10 ) .

لقد حفظ القرآن اللغة العربية ، والأمة العربية ، والعرب بالإسلام كل شيء ، وبدون الإسلام لا شيء .

قال تعالى : { ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين } . ( فصلت : 33 ) .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَإِنَّهُۥ لَذِكۡرٞ لَّكَ وَلِقَوۡمِكَۖ وَسَوۡفَ تُسۡـَٔلُونَ} (44)

قوله : { وإنّه لذكر لك ولقومك } يعني القرآن ، فهو شرف لك يا محمد ولقومك من قريش ، فقد نزل القرآن بلسان قريش فاحتاجت العرب على اختلاف قبائلها إلى أن تتعلم لسان قريش ليتدبروا معاني القرآن فيقفوا على بلاغته وروائع إعجازه وظواهر كماله ، وبذلك شرفت قريش على سائر أهل اللغات .

قوله : { وسوف تسئلون } يعني سوف يسألك الله وإياهم عما عملتم في هذا الكتاب الحكيم الذي فيه ذكركم ، هل التزمتم أحكامه وأوامره وازدجرتم عن زواجره ، وتجنبتم مناهيه ومحاذيره ، وهل عملتم على إشاعة معانيه وأفكاره ومقاصده بين العباد ترغيبا لهم فيه .