فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِنَّهُۥ لَذِكۡرٞ لَّكَ وَلِقَوۡمِكَۖ وَسَوۡفَ تُسۡـَٔلُونَ} (44)

{ وَإِنَّهُ } أي وإن القرآن { لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ } أي شرف لك ولقريش إذ نزل عليك وأنت منهم بلغتك ولغتهم ، ومثله قوله :

{ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ } وقيل بيان لك ولأمتك فيما لكم حاجة ، وقيل تذكره تذكرون بها أمر الدين وتعملون به ؛ وعن علي وابن عباس قالا : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل بمكة ويعدهم الظهور ، فإذا قالوا لمن الملك بعدك أمسك فلم يجبهم بشيء لأنه لا يؤمر في ذلك بشيء حتى نزلت { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ } فكان إذا سئل بعد قال لقريش فلا يجيبوه حتى قبلته الأنصار على ذلك ) .

وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان ) أخرجه الشيخان ، وعن معاوية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا أكبه الله تعالى على وجهه ، ما أقاموا الدين ) أخرجه البخاري .

{ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ } عما جعله الله لكم من الشرف ، كذا قال الزجاج والكلبي وغيرهما ، وقيل يسألون عما يلزمهم من القيام بما فيه والعمل به وعن تعظيمهم له ، وشكرهم لهذه النعمة يوم القيامة .