تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّ رَبَّهُم بِهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّخَبِيرُۢ} (11)

11- إن ربهم بهم يومئذ لخبير .

إنه سبحانه عليم بالسّر ، وما هو أخفى من السر ، وقد قدموا على العليم الخبير الذي لا تخفى عليه خافية ، وهو خبير في كل يوم ، لكنه عبّر بقوله : إن ربهم بهم يومئذ لخبير . ليبيّن أنه هو المحاسب وهو المجازي ، وهو المعطي وهو المانع في ذلك اليوم .

قال تعالى : اليوم تجزون ما كنتم تعملون . ( الجاثية : 28 ) .

فهو ربهم ولن يظلمهم ، وهو الحكم العادل ، والملك له وحده في ذلك اليوم ، وهو خبير بمعنى عليم بكل ما فعوا ، وسيجازيهم جزاء عادلا .

قال تعالى : ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين ممّا فيه ويقولون ياويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا . ( الكهف : 49 ) .

***

تم بحمد الله تعالى وفضله وتوفيقه تفسير سورة ( العاديات ) عشاء يوم الجمعة 16 من ربيع الأول 1422 ه ، الموافق 8/6/2001 م .

i تفسير جزء عم ، للأستاذ الإمام محمد عبده ، ص 109 ، مطبعة الشعب الطبعة السادسة .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِنَّ رَبَّهُم بِهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّخَبِيرُۢ} (11)

{ إن ربهم بهم } جمع الكناية ؛ لأن الإنسان اسم الجنس ، { يومئذ لخبير } عالم ، قال الزجاج : الله خبير بهم في ذلك اليوم وفي غيره ، ولكن المعنى أنه يجازيهم على كفرهم في ذلك اليوم .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِنَّ رَبَّهُم بِهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّخَبِيرُۢ} (11)

{ إن ربهم بهم يومئذ لخبير } عالم فيجازيهم على كفرهم في ذلك اليوم ، وإنما قال : بهم لأن الإنسان اسم الجنس .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{إِنَّ رَبَّهُم بِهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّخَبِيرُۢ} (11)

{ إن ربهم بهم يومئذ لخبير } الضمير في ربهم وبهم يعود على الإنسان ؛ لأنه يراد به الجنس ، وفي هذه الجملة وجهان :

أحدهما : أن هذه الجملة معمول { أفلا يعلم } فكان الأصل أن تفتح إن ، ولكنها كسرت من أجل اللام التي في خبرها .

والثاني : أن تكون هذه الجملة مستأنفة ، ويكون معمول { أفلا يعلم } محذوفا ويكون الفاعل ضميرا يعود على الإنسان ، والتقدير { أفلا يعلم الإنسان } حاله ، وما يكون منه { إذا بعثر ما في القبور } وهذا هو الذي قاله ابن عطية ، ويحتمل عندي أن يكون فاعل { أفلا يعلم } ضميرا يعود على الله ، والمفعول محذوف ، والتقدير { أفلا يعلم } الله أعمال الإنسان إذا بعثر ما في القبور ثم استأنف قوله : { إن ربهم بهم يومئذ لخبير } ، على وجه التأكيد ، أو البيان للمعنى المتقدم ، والعامل في { إذا بعثر } على هذا الوجه هو أفلا يعلم ، والعامل فيه على مقتضى قول ابن عطية هو المفعول المحذوف ، و{ إذا } هنا ظرفية بمعنى حين ووقت ، وليست بشرطية ، والعامل في { يومئذ } خبير ، وإنما خص ذلك بيوم القيامة ؛ لأنه يوم الجزاء بقصد التهديد ، مع أن الله خبير على الإطلاق .