تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَرَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَسۡعَىٰ نُورُهُم بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَبِأَيۡمَٰنِهِمۖ بُشۡرَىٰكُمُ ٱلۡيَوۡمَ جَنَّـٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (12)

من مشاهد القيامة

{ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 12 ) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ( 13 ) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ( 14 ) فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } .

12

المفردات :

يسعى : يمضي مسرعا .

نورهم : نور العمل الصالح الذي يوجب نجاتهم وهدايتهم إلى الجنة .

بشراكم : ما تبشرون به .

التفسير :

12- { يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } .

هذا مشهد عظيم ، حين ترى المؤمنين والمؤمنات يتلألأ النور من أمامهم وعن أيمانهم ، إنه نور العمل الصالح ، يسير أمامهم ليستضيئوا به على الصراط ، وتكون وجوههم مضيئة كإضاءة القمر في سواد الليل ، وتبشّرهم الملائكة بالبساتين والنعيم المقيم ، والأنهار التي تجري من تحتهم : أنهار من لبن ، وأنهار من خمر ، وأنهار من عسل ، وأنهار من ماء نقي نظيف ، وتبشرهم الملائكة بالخلود الأبديّ السرمديّ ، وبالفوز بالجنة ونعيمها ، وبالرضوان الإلهي ، والكرامة والنعمة ، فهم أهل للنعيم الحسي في الجنة ، مع النعيم المعنوي في الكرامة والرضا الإلهي ، ورضوان من الله أكبر . . . ( التوبة : 72 ) .

{ لقد فاز المتقون فوزا عظيما } .

أخرج ابن أبي شيبة وغيره ، والحاكم وصححه ، عن ابن مسعود أنه قال : يؤتون نورهم على قدر أعمالهم ، يمرون على الصراط منهم من نوره مثل الجبل ، ومنهم من نوره مثل النخلة ، وأدناهم نورا من نوره على إبهامه يطفأ مرة ويقد أخرى .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَرَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَسۡعَىٰ نُورُهُم بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَبِأَيۡمَٰنِهِمۖ بُشۡرَىٰكُمُ ٱلۡيَوۡمَ جَنَّـٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (12)

قوله تعالى : { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعف له وله أجر كريم* يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم } يعني على الصراط ، { بين أيديهم وبأيمانهم } يعني عن أيمانهم . قال بعضهم : أراد جميع جوانبهم ، فعبر بالبعض عن الكل وذلك دليلهم إلى الجنة . وقال قتادة : ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن من المؤمنين من يضيء نوره يعني على صراط من المدينة إلى عدن أبين وصنعاء ودون ذلك ، حتى أن من المؤمنين من لا يضيء نوره إلا موضع قدميه " . وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما : يؤتون نورهم على قدر أعمالهم ، فمنهم من يؤتى نوره كالنخلة ، ومنهم من يؤتى نوره كالرجل القائم ، وأدناهم نوراً من نوره أعلى إبهامه فيطفأ مرة ويتقد مرة . وقال الضحاك ومقاتل : يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم كتبهم ، يريد : أن كتبهم التي أعطوها بأيمانهم ونورهم بين أيديهم .