الآية 12 وقوله تعالى : { يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم } جائز أن يكون قوله تعالى : { يسعى نورهم } أي كتبهم التي يعطون في الآخرة ؛ فإنه يعطى كتاب المقربين أو السابقين من أمامهم وقدّامهم ، وكتاب سائر المؤمنين من أيمانهم ، وكتاب أهل الشرك{[20601]} من وراء ظهورهم . يؤيده حرف حفصة رضي الله عنها : نورهم يسعى بين أيديهم وفي أيمانهم كقوله تعالى : { فأما من أوتى كتابه بيمينه } الآية [ الحاقة : 19 ] وجائز أن يكون نور إيمانهم ودينهم الذي كانوا عليه في الدنيا .
وجائز أن يكون نورهم الذي ذكر كناية عن الطريق الذي يسلك فيه السابقون يرون ما أمامهم ، وسائر المؤمنين عن أيمانهم على ما سلكوا في الدنيا ، وأهل الشرك بشمالهم ، وأهل النفاق من ورائهم .
وجائز أن يكون قوله : { و بأيمانهم } كناية عن اليمن{[20602]} و البركة لأن{[20603]} الأيمان تنال اليمن والبركات ، فسماها بذلك . ويحتمل ما ذكر أهل التأويل أنه يرفع لهم نور ، فيمشون بذلك .
وقوله تعالى : { بشراكم اليوم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها } إنما يقال ذلك [ قبل ]{[20604]} دخول أهل الجنة [ الجنة ]{[20605]} و أهل النار النار .
وقوله تعالى : { ذلك هو الفوز العظيم } لأنه لا هلاك بعده ، ولا تبعة ، ولا انقطاع ؛ ذلك لذلك .
ثم قوله تعالى : { يوم ترى المؤمنين والمؤمنات } ليس أن يراه هو خاصة ، لا يرى غيره ذلك ، ولكن يرى ذلك جميع المؤمنين ، فيبطل به قول من جعل التنصيص على الشيء دالا على التخصيص ونفي غيره .
وعن قتادة أنه قال : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال } إن من المؤمنين/549 – بن يضيء نوره من المدينة إلى عدن أو إلى صنعاء ودون ذلك حتى إن من المؤمنين من لا يضيء نوره إلا موضع قدميه ، وللناس منازل بأعمالهم } [ السيوطي في الدر المنثور8/52 ] .
وروي في بعض الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ أنه ]{[20606]} قال { يسعى نورهم بين أيديهم } ما أفرطوا من أولادهم } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.