الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{يَوۡمَ تَرَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَسۡعَىٰ نُورُهُم بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَبِأَيۡمَٰنِهِمۖ بُشۡرَىٰكُمُ ٱلۡيَوۡمَ جَنَّـٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (12)

{ يَوْمَ تَرَى } ظرف لقوله : { وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ } أو منصوب بإضمار «اذكر » تعظيماً لذلك اليوم . وإنما قال : { بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وبأيمانهم } لأنّ السعداء يؤتون صحائف أعمالهم من هاتين الجهتين ؛ كما أن الأشقياء يؤتونها من شمائلهم ومن وراء ظهورهم ، فجعل النور في الجهتين شعاراً لهم وآية ؛ لأنهم هم الذين بحسناتهم سعدوا وبصحائفهم البيض أفلحوا ، فإذا ذهب بهم إلى الجنة ومروا على الصراط يسعون : سعى بسعيهم ذلك النور جنيبا لهم ومتقدماً . ويقول لهم الذين يتلقونهم من الملائكة : { بُشْرَاكُمُ اليوم } . وقرىء : «ذلك الفوز » .