الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَوۡمَ تَرَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَسۡعَىٰ نُورُهُم بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَبِأَيۡمَٰنِهِمۖ بُشۡرَىٰكُمُ ٱلۡيَوۡمَ جَنَّـٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (12)

ثم قال : { يوم ترى المؤمنين [ والمؤمنات ] {[67198]} يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم } .

أي لهم أجر كريم في يوم ترى المؤمنين ، فالعامل في " يوم " معنى الملك في " لهم " {[67199]} .

وقيل العامل فيه { وكلا وعد الله الحسنى } { يوم ترى } فوعد هو {[67200]} العامل فيه .

ومعنى الآية : يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يضيء نورهم بين أيديهم وبأيمانهم . قال قتادة : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم {[67201]} كان يقول : من المؤمنين ما يضيء نوره [ من المدينة إلى عدن وصنعاء فدون ذلك حتى إن من المؤمنين من لا يضيء نوره ] {[67202]} إلا من موضع قدميه {[67203]} .

قال ابن مسعود يعطى المؤمنون {[67204]} نورا على قدر أعمالهم ، فمنهم من يعطى [ نورا كالنخلة السحوق ومنهم من يعطى نورا كالرجل القائم وأدناهم من يعطى نورا ] {[67205]} على ابهامه يضيء مرة ويطفى مرة {[67206]} .

وقال الضحاك معنى " وبإيمانهم " أي : وبأيمانهم كتبهم {[67207]} .

وقيل النور هنا : الكتاب لأنهم يعطون كتبهم من بين أيديهم بأيمانهم فلهذا وقع الخصوص .

وقيل المعنى يسعى ثواب إيمانهم وعملهم [ الصالح ] {[67208]} بين أيديهم وفي أيمانهم كتب أعمالهم نظائر ، هذا اختيار الطبري ، وهو قول الضحاك المتقدم {[67209]} .

والباء في " وبأيمانهم " بمعنى " في " {[67210]} على هذا التأويل ، وعلى القول الأول بمعنى " عن " {[67211]} .

ثم قال : { بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار } .

أي يقال لهم بشراكم اليوم جنات ، أي : الذي تبشرون به اليوم هو جنات ، فأبشروا بها وأجاز {[67212]} الفراء " جنات " بالنصب على القطع ، ويكون " اليوم " خبر الابتداء {[67213]} .

وأجاز " اليوم " على أنه خبر " بشراكم " / ، وأجاز أن يكون {[67214]} بشراكم " في موضع نصب بمعنى يبشرهم ربهم بالبشرى ، وأن ينصب {[67215]} جنات بالبشرى ، وفي هذه التأويلات بعد وتعسف وغلط ظاهر {[67216]} .

قوله : { خالدين فيها } أي : ماكثين فيها {[67217]} لا يتحولون عنها .

{ ذلك هو الفوز العظيم } أي : خلودهم في الجنة التي وصفت هو النجاح العظيم .


[67198]:ساقط من ح.
[67199]:انظر: تفسير القرطبي 17/143 والبحر المحيط 8/220.
[67200]:ح: "فوعدهم".
[67201]:ع: "عليه السلام".
[67202]:ساقط من ح.
[67203]:انظر: جامع البيان 27/128، وتفسير الخازن 7/32، وتفسير القرطبي 7/244، وابن كثير 4/309، والدر المنثور 8/52.
[67204]:ح: "المؤمنين".
[67205]:ساقط من ح.
[67206]:انظر: تفسير القرطبي 17/244، والدر المنثور 8/52.
[67207]:انظر: جامع البيان 17/128، وتفسير القرطبي 17/243، وابن كثير 4/309.
[67208]:ساقط من ح.
[67209]:انظر: جامع البيان 27/128، وتفسير القرطبي 17/243.
[67210]:ساقط من ع.
[67211]:انظر: معاني الفراء 3/132، وإعراب النحاس 4/355، وتفسير القرطبي نقلا عن الفراء 17/243.
[67212]:ع: "وجاز".
[67213]:انظر: معاني الفراء 3/133، وإعراب النحاس 4/355.
[67214]:ع: "تكون".
[67215]:ع: "تنصب".
[67216]:انظر: مشكل الإعراب 717، وإعراب النحاس 4/356، وتفسير القرطبي 17/244.
[67217]:ع: "فيها أبدا".