معاني القرآن للفراء - الفراء  
{يَوۡمَ تَرَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَسۡعَىٰ نُورُهُم بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَبِأَيۡمَٰنِهِمۖ بُشۡرَىٰكُمُ ٱلۡيَوۡمَ جَنَّـٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (12)

وقوله : { يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } أي : يضئ بين أيديهم ، وعن أيمانهم ، وعن شمائلهم ، والباء في «بأيمانهم » في معنى في ، وكذلك : عن .

وقوله : { بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَناتٌ } .

ترفع البشرى ، والجنات ، ولو نويت بالبشرى النصبَ توقع عليها تبشير الملائكة ، كأنه قيل لهم : أبشروا ببشراكم ، ثم تنصب جناتٍ ، توقع البشرى عليها .

وإن شئت نصبتها على القطع ؛ لأنها نكرة من نعتِ معرفةٍ ، ولو رفعتَ البشرى باليوم كقولك : اليوم بشراكم اليوم سروركم ، ثم تنصب الجنات على القطع ، ويكون في هذا المعنى رفع اليوم ونصبه كما قال الشاعر :

زَعم البوارِحُ أنَّ رِحلتنا غدا *** وبذاك خبرنا الغُدافُ الأسود

وقوله : { ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ } وهي في قراءة عبد الله : «ذلك الفوز العظيم » بغير هو .

وفي قراءتنا «ذلك هو الفوز العظيم » : كما كان في قراءتنا «فإنَّ اللهَ هُو الغَنِيّ الحميد » وفي كتاب أهل المدينة : «فإن الله الغني الحميد » .