تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{ءَأَشۡفَقۡتُمۡ أَن تُقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيۡ نَجۡوَىٰكُمۡ صَدَقَٰتٖۚ فَإِذۡ لَمۡ تَفۡعَلُواْ وَتَابَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (13)

12

المفردات :

أأشفقتم : أخفتم ، أو شق عليكم .

تاب الله عليكم : قبل توبتكم ، أو رخص لكم في المناجاة من غير تقديم صدقة .

التفسير :

13- { أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } .

أي : أبخلتم وخفتم الفقر خشية أن تقدموا عددا من الصدقات ، كلما أردتم مناجاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وفي هذا الاستفهام عتاب رفيق رقيق ، وتوجيه للمسلمين إلى أهمية المحافظة على وقت الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبيان قيمة الوقت الذي يقضيه السائل في مناجاته وحده ، وخلوته به وحده ، والنبي صلى الله عليه وسلم على عاتقه شئون أمة بأسرها .

قيل : كان العمل بالآية السابقة عشرة أيام ، وقيل : كان يوما واحدا .

لقد كان الحق سبحانه وتعالى يربي هذه الأمة ويهذبها ، ويرشدها إلى الأمثل والأفضل ، ويطهرها ويزكيها بآداب الوحي الإلهي ، وما إن تحقق المراد حتى خفف الله عن الأمة وجوب تقديم الصدقة قبل المناجاة .

{ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

فحين لم تقوموا بتقديم الصدقات قبل مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم فقد عذركم الله وقبل توبتكم ، أو تاب عليكم بمعنى غفر لكم وخفف عنكم ، فافعلوا ما فرض عليكم من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ، وطاعة الله ورسوله في جميع ما تؤمرون به .

{ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

فهو محيط بنواياكم وأعمالكم ، ومجازيكم بما قدمتم لأنفسكم من خير وشر .

قال تعالى في هذا المعنى : فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره . ( الزلزلة : 7-8 ) .

وقال سبحانه وتعالى : { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى*وأن سعيه سوف يرى*ثم يجزاه الجزاء الأوفى } . ( النجم : 39-41 ) .

وجاء في التفسير المنير للأستاذ وهبة الزحيلي :

وليس في الآية إشارة إلى وقوع تقصير من الصحابة في تقديم الصدقة ، فقد يكون عدم الفعل لأنهم لم يناجوا ، ولا يدل أيضا قوله : { وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ } . على أنهم قصروا ، لأن المعنى : أنه تاب عليهم برفع التكليف عنهم تخفيفا ، ومثل هذا يجوز أن يعبر عنه بالتوبةxxiii

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{ءَأَشۡفَقۡتُمۡ أَن تُقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيۡ نَجۡوَىٰكُمۡ صَدَقَٰتٖۚ فَإِذۡ لَمۡ تَفۡعَلُواْ وَتَابَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (13)

قوله تعالى : { أأشفقتم أن تقدموا } قال ابن عباس : أبخلتم ؟ والمعنى : أخفتم العيلة والفاقة إن قدمتم ، { بين يدي نجواكم صدقات ، فإذ لم تفعلوا } ما أمرتم به ، { وتاب الله عليكم } تجاوز عنكم ولم يعاقبكم بترك الصدقة ، وقيل " الواو " صلة ، مجازه ، فإن لم تفعلوا تاب الله عليكم ، وتجاوز عنكم وخفف عنكم ، ونسخ الصدقة قال مقاتل بن حيان : كان ذلك عشر ليال ثم نسخ . وقال الكلبي : ما كانت إلا ساعة من نهار . { فأقيموا الصلاة } المفروضة ، { وآتوا الزكاة } الواجبة . { وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون } .