الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ءَأَشۡفَقۡتُمۡ أَن تُقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيۡ نَجۡوَىٰكُمۡ صَدَقَٰتٖۚ فَإِذۡ لَمۡ تَفۡعَلُواْ وَتَابَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (13)

قال قتادة : سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحفوا{[67686]} في المسألة فقطعهم{[67687]} الله بهذه الآية ، فكان الرجل تكون له الحاجة إلى النبي صلى الله عليه وسلم{[67688]} ، فلا يستطيع أن يقضيها حتى يقدم بين يديه صدقة ، فاشتد ذلك [ عليهم ]{[67689]} ؛ فأنزل الله عز وجل{[67690]} الرحمة في قوله { أشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواهم صدقات }{[67691]} الآية .

وقال ابن عباس : كان المسلمون يقدمون{[67692]} بين يدي النجوى{[67693]} صدقة ، فلما نزلت الزكاة نسخت{[67694]} هذا{[67695]} .

( وروي{[67696]} عن ابن عباس ) أنه قال : كان المسلمون يكثرون المسائل على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شقوا عليه ، فأراد الله عز{[67697]} وجل أن يخفف عن نبيه عليه السلام{[67698]} ، فصبر كثير من الناس وكفوا عن المسألة ، ثم وسع الله عليهم بالآية{[67699]} التي بعدها{[67700]}/ .

قال ابن زيد : ضيق الله عليهم في المناجات لئلا يناجي أهل الباطل رسول الله صلى الله عليه وسلم{[67701]} ، فشق{[67702]} ذلك على أهل الحق ، فقالوا يا رسول الله لا نستطيع ذلك ولا نطيقه ، فنزل التخفيف{[67703]} . قال قتادة : ما قامت{[67704]} إلا ساعة من نهار ثم نسخت{[67705]} . ومعنى أشفقتم : أشق ذلك عليكم{[67706]} ، ولا يوصف الله عز وجل{[67707]} بالإشفاق ، لا يقال يا شفيق . لأن أصله الحزن والخوف .


[67686]:ح: "أجفوا" ج: "حفوا".
[67687]:ج: "فقطهم": وهو تحريف.
[67688]:ساقط من ع. ج.
[67689]:ساقط من ح.
[67690]:ساقط من ع، ج.
[67691]:انظر: كتاب الناسخ والمنسوخ في كتاب الله لقتادة 47، وجامع البيان 28/15.
[67692]:ع: "يكثرون يقدمون".
[67693]:ج: "النجوا".
[67694]:ع: "نسخ".
[67695]:انظر: جامع البيان 28/15.
[67696]:ج: "روى ابن عباس".
[67697]:ساقط من ع. ج.
[67698]:ساقط من ع. ج.
[67699]:ج "الآيات".
[67700]:انظر: جامع البيان 28/15، وتفسير القرطبي 17/301، وابن كثير 4/368.
[67701]:ساقط من ع. ج.
[67702]:ع،ج. "فيشق".
[67703]:انظر: جامع البيان 28/15.
[67704]:ج: "ما أقامت".
[67705]:انظر: تفسير القرطبي 17/303، وابن كثير 4/368.
[67706]:وهو قول مجاهد في إعراب النحاس 4/380.
[67707]:ساقط من ع، ج.