الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{ءَأَشۡفَقۡتُمۡ أَن تُقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيۡ نَجۡوَىٰكُمۡ صَدَقَٰتٖۚ فَإِذۡ لَمۡ تَفۡعَلُواْ وَتَابَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (13)

وأخرج سعيد بن منصور عن مجاهد قال : كان من ناجى النبي صلى الله عليه وسلم تصدق بدينار ، وكان أول من صنع ذلك علي بن أبي طالب ، ثم نزلت الرخصة { فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم } .

وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل قال : " إن الأغنياء كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيكثرون مناجاته ، ويغلبون الفقراء على المجالس ، حتى كره النبي صلى الله عليه وسلم طول جلوسهم ومناجاتهم ، فأمر الله بالصدقة عند المناجاة ، فأما أهل العسرة فلم يجدوا شيئاً ، وكان ذلك عشر ليال ، وأما أهل الميسرة فمنع بعضهم ماله وحبس نفسه إلا طوائف منهم جعلوا يقدمون الصدقة بين يدي النجوى ، ويزعمون أنه لم يفعل ذلك غير رجل من المهاجرين من أهل بدر فأنزل الله { أأشفقتم } الآية . "

وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند فيه ضعف عن سعد بن أبي وقاص قال : " نزلت { يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة } فقدمت شعيرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنك لزهيد » فنزلت الآية الأخرى { أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات } " .

وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر من طريق عطاء الخراساني عن ابن عباس في المجادلة { إذا ناجيتم الرسول فقدوا بين يدي نجواكم صدقة } قال : نسختها الآية التي بعدها { أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات } .