{ ءأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدّمُواْ بَيْنَ يَدَيْ نجواكم صدقات } أي أخفتم الفقر والعيلة لأن تقدّموا ذلك ، والإشفاق : الخوف من المكروه والاستفهام للتقرير . وقيل المعنى : أبخلتم ، وجمع الصدقات هنا باعتبار المخاطبين . قال مقاتل بن حيان : إنما كان ذلك عشر ليالٍ ثم نسخ . وقال الكلبي : ما كان ذلك إلاّ ليلة واحدة . وقال قتادة : ما كان إلاّ ساعة من النهار { فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُواْ } ما أمرتم به من الصدقة بين يدي النجوى ، وهذا خطاب لمن وجد ما يتصدق به ولم يفعل ، وأما من لم يجد فقد تقدّم الترخيص له بقوله : { فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ } { وَتَابَ الله عَلَيْكُمْ } بأن رخص لكم في الترك ، «وإذ » على بابها في الدلالة على المضيّ ، وقيل : هي بمعنى إذا ، وقيل : بمعنى إن ، وتاب معطوف على لم تفعلوا : أي وإذا لم تفعلوا وإذ تاب عليكم { فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } والمعنى : إذا وقع منكم التثاقل عن امتثال الأمر بتقديم الصدقة بين يدي النجوى فاثبتوا على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله فيما تؤمرون به وتنهون عنه { والله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } لا يخفى عليه من ذلك شيء فهو مجازيكم ، وليس في الآية ما يدلّ على تقصير المؤمنين في امتثال هذا الأمر ، أما الفقراء منهم فالأمر واضح ، وأما من عداهم من المؤمنين فإنهم لم يكلفوا بالمناجاة حتى تجب عليهم الصدقة بل أمروا بالصدقة إذا أرادوا المناجاة فمن ترك المناجاة فلا يكون مقصراً في امتثال الأمر بالصدقة ، على أن في الآية ما يدل على أن الأمر للندب كما قدّمنا . وقد استدلّ بهذه الآية من قال بأنه يجوز النسخ قبل إمكان الفعل ، وليس هذا الاستدلال بصحيح ، فإن النسخ لم يقع إلاّ بعد إمكان الفعل ، وأيضاً قد فعل ذلك البعض ، فتصدّق بين يدي نجواه كما سيأتي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.