تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{ٱللَّهَ رَبَّكُمۡ وَرَبَّ ءَابَآئِكُمُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (126)

123

126- { الله ربكم ورب آبائكم الأولين } .

ولفظ الجلالة في قوله : { الله ربكم ورب آبائكم الأولين } . بدل من : { أحسن الخالقين } . {[551]}

أي : أتعبدون صنما ، وتتركون أحسن من خلق ، وهو الله خلقكم وأنعم عليكم ، وهو ربكم ورب آبائكم السابقين عليكم ، من لدن آدم عليه السلام ، الذي عمرت بهم الدنيا ، وعن طريقهم أتيتم على هذه الحياة ، فهو مستحق للشكر منكم ومن آبائكم .


[551]:قرأ غير واحد من السبعة، (الله ربكم)، برفع لفظ الجلالة على أنه مبتدأ، ورفع (ربُّكم) على أنه خبر.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{ٱللَّهَ رَبَّكُمۡ وَرَبَّ ءَابَآئِكُمُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (126)

ولما كان الإنسان يعلم يقيناً أنه لم يرب نفسه إلا بالإنشاء من العدم ولا بما بعده ، وكان الإحسان أعظم عاطف للإنسان ، قال مبيناً لمن أراد مذكراً لهم بإحسانه إليهم وإلى من يحامون عنهم ، ويوادون من كان يوادهم بالتربية بعد الإنشاء من العدم الذي هو أعظم تربية مفخماً للأمر ومعظماً بالإبدال في قراءة الجماعة بالرفع : { الله } فذكر بالاسم الأعظم الجامع لجميع الصفات تنبيهاً على أنه الأول المطلق الذي لم يكن شيء إلا به { ربكم } أي المحسن إليكم وحده . ولما كانوا ربما أسندوا إيجادهم إلى من قبلهم غباوة منهم أو عناداً قال : { ورب آبائكم الأولين * } أي الذين هم أول لكم ، فشمل ذلك آباءهم الأقربين ، ومن قبلهم إلى آدم عليه السلام .