{ وإن إلياس لمن المرسلين ( 123 ) إذ قال لقومه ألا تتقون ( 124 ) أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين ( 125 ) الله ربكم ورب آبائكم الأولين ( 126 )فكذبوه فإنهم لمحضرون ( 127 ) إلا عباد الله المخلصين ( 128 ) وتركنا عليه في الآخرين ( 129 سلام على آل ياسين ( 130 ) إنا كذلك نجزي المحسنين ( 131 ) إنه من عبادنا المؤمنين ( 132 ) }
إلياس : هو إلياس بن ياسين من سبط هارون ، أخي موسى – عليهم السلام – بُعث بعده ، وقيل : إنه إدريس .
123- { وإنا إلياس لمن المرسلين } .
هو إلياس بن ياسين بن فِنحاص بن العيزار بن هارون أخي موسى عليهما السلام ، فهو إسرائيلي من سبط هارون ، وينتهي نسبه أيضا على إبراهيم وإسحاق ، ويعرف إلياس في كتب الإسرائيليين باسم ( إيليا ) ، وقد أرسله الله إلى قوم كانوا يعبدون صنما يسمونه ( بعلا ) . ويقال : إن رسالته كانت في عهد ( آخاب ) . أحد ملوك بني إسرائيل في حوالي القرن العاشر ق . م .
ونلحظ أن القرآن الكريم قد لوّن في عرض القصص ، ففي قصة نوح كان المدخل : { ولقد نادانا نوح . . . }[ الصافات : 75 ] وفي قصة إبراهيم : وإن من شيعته لإبراهيم . ( الصافات : 83 ) وفي قصة موسى وهارون : { ولقد مننا على موسى وهارون } [ الصافات : 114 ] . وهنا عند الحديث عن قصة إلياس قال : { وإن إلياس لمن المرسلين } . وهنا لون من ألوان التفنن في القول ، وروائع الإعجاز ، حيث يختار لكل قصة ما يختاره منها ، ويختار لها المدخل والجزء المعروض من القصة ، والخاتمة ، لقد أراد الله تصريف القول ، وتلوينه لأنه العليم بعباده ، الخبير بما يناسبهم .
وإن من أنبياء الله تعالى ورسله الذين أرسلهم الله إلى قومهم لإرشادهم – إلياس عليه السلام .
ولما كان إلياس أعظم المتجردين من أتباعهما المجددين لما درس من أحكام التوراة ، وكان ترك أحكامها مع ما وصفت به من البيان وما دعت إليه من الاستقامة في غاية من الضلال تكاد أن لا يصدق مثلها ، أشار إلى الزيغ عنه بياناً لأن القلوب بيده سبحانه فقال مؤكداً : { وإن إلياس } أي الذي كان أحد بني إسرائيل عند جميع المفسرين إلا ابن مسعود وعكرمة ، وهو من سبط لاوي ، ومن أولاد هارون عليه السلام ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما : هو عم اليسع عليهم السلام ، وأرسلناه إلى من كان منهم في أرض بعلبك ونواحيها ، فلما لم يرجعوا إليه نزعنا عنه الشهوات الإنسانية وخلقناه بالأوصاف الملكية ، ولا يبعد أن يكون الداعي إلى تسميته بهذا الاسم ما سبق في علم الله أنه ييأس ممن يدعوهم إلى الله فيكون ممن يأتي يوم القيامة وما معه إلا الواحد أو الاثنان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما رواه الشيخان : البخاري في الرقاق والطب ، ومسلم في الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما : " عرضت على الأمم فرأيت النبي ومعه رهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان ، والنبي ليس معه أحد " ، فجعل سبحانه اسمه مناسباً لأمره في قومه بيأسه منهم حين فر إلى الجبال من شرهم ، ويأسهم من القدرة على قتله ، فإنهم اجتهدوا في ذلك حتى أعياهم ، وأدل دليل على هذا المعنى قراءة ابن عامر بخلاف عنه بوصل الهمزة في الدرج وفتحها في الابتداء ، وإن قال العلماء كما حكاه السمين في إعرابه : إن ذلك من تلاعب العرب بالأسماء العجمية ، قطعوا همزته تارة ووصلوها أخرى ، يعني فخاطبهم سبحانه بما ألفوه من لسانهم { لمن المرسلين } أي إلى من بدل أمر التوراة ونابذ ما دعت إليه
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.