تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{أَتَدۡعُونَ بَعۡلٗا وَتَذَرُونَ أَحۡسَنَ ٱلۡخَٰلِقِينَ} (125)

123

المفردات :

بعلا : اسم صنم لأهل ( بكّ ) بين الشام ، وهو البلد المعروف اليوم باسم " بعلبك " ، وقيل البعل : الرب بلغة اليمن .

التفسير :

125- { أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين } .

أتعبدون صنما يسمّى بعلا ، لا ينفع ولا يضرّ ، ولا يسمع ولا يجيب ، وتتركون أحسن من يسمّى خالقا ، فهو خالق الكون والإنسان ، وبيده الخلق والأمر وهو على كل شيء قدير .

والبعل : اسم الصنم الذي كان يعبده قومه ، وقيل : سميت باسم هذا الصنم مدينة ( بعلبك ) بالشام ، وكان قومه يسكنون فيها ، وقيل : البعل ، أي : الرب بلغة اليمن .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَتَدۡعُونَ بَعۡلٗا وَتَذَرُونَ أَحۡسَنَ ٱلۡخَٰلِقِينَ} (125)

ولما كان هذا الإنكار سبباً للإصغاء ، كرره مفصحاً بسببه فقال : { أتدعون بعلاً } أي إلهاً ورباً ، وهم صنم كان لهم في مدينة بعلبك كان من ذهب طوله عشرين ذراعاً وله أربعة أوجه ، فكان الشيطان يدخل في جوفه ويتكلم بشريعة الضلالة ، والسدنة يحفظونها ، وهم أربعمائة ويعلمونها الناس ، ويحتمل أن يكون علماً على الصنم المذكور فيكون المفعول الثاني منوياً ، وحذف ليفهم الدعاء الذي لا دعاء يشبهه وهو الدعاء بالإلهية ، ومن قرأ شاذاً " بعلاء " بوزن " حمراء " فهو إشارة إلى كثرة حث امرأة الملك على عبادة بعل وقتل إلياس عليه السلام ، وطاعة زوجها لها في ذلك - كما حكاه البغوي ، فاستحق التأنيث لذلك ، فأنث لكثرة ملابستها له ، والجنسية علة الصنم .

ولما كان دعاؤهم إياه للعبادة بينه بقوله : { وتذرون } ومادة " وذر " تدور على ما يكره ، فالمعنى : وتتركون ترك المهمل الذي من شأنه أن يزهد فيه ، ولو قيل : وتدعون - تهافتاً على الجناس لم يفد هذا وانقلب المراد . ولما كان الداعي لا يدعو إلا بكشف ضر أو إلباس نفع ، فكان لا يجوز أن يدعو إلا من يقدر على إعدام ما يشاء وإيجاد ما يريد ، قال منبهاً لهم على غلطهم في الفعل والترك : { أحسن الخالقين * } أي وهو من لا يحتاج في الإيجاد والإعدام إلى أسباب فلا تعبدونه .