تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَقَدۡ أَضَلُّواْ كَثِيرٗاۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا ضَلَٰلٗا} (24)

21

24- وقد أضلّوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا .

أي : أضلّ القادة المبطلون خلقا كثيرا بهذه الأصنام ، أو أضلت الأصنام خلقا كثيرا ، حيث توهّموا أنها آلهة حقا ، وأنها تنفع أو تضرّ ، وهو وهم خاطئ ، وقد استمرت عبادتها قرونا كثيرة ، فقلّدهم الناس بدون أدلة عقلية أو نقلية ، أو برهان أو حجة .

كما قال إبراهيم عليه السلام في دعائه لله : واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام* رب إنهن أضللن كثيرا من الناس . . . ( إبراهيم : 35 ، 36 ) .

ولا تزد الظالمين إلا ضلالا .

توجه نوح إلى ربه بعد أن يئس من هداية هؤلاء الطغاة المضللين ، قائلا : لا تزد هؤلاء الظالمين المشجّعين للناس على عبادة الأصنام إلا ضلالا وبعدا عن الهداية .

كما قال موسى عليه السلام حين دعا على فرعون وملئه : ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى روا العذاب الأليم . ( يونس : 88 ) .

وقد استجاب الله لنوح فأغرق قومه المكذبين ، واستجاب الله لموسى فأغرق فرعون وملأه .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَقَدۡ أَضَلُّواْ كَثِيرٗاۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا ضَلَٰلٗا} (24)

{ وقد أضلوا كثيرا } الضمير للرؤساء من قوم نوح والمعنى أضلوا كثيرا من أتباعهم وهذا من كلام نوح عليه السلام ، وكذلك لا تزد الظالمين إلا ضلالا من كلامه وهو دعاء عليهم وقال الزمخشري إنه معطوف على قوله : { رب إنهم عصوني } والتقدير قال رب إنهم عصوني وقال : { لا تزد الظالمين إلا ضلالا } .