تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{بَلَىٰ قَٰدِرِينَ عَلَىٰٓ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُۥ} (4)

المفردات :

بلى : نجمعها بعد التفرق والبلى .

نسوّي بنانه : البنان : الأصابع أو أطرافها ، فنردّ عظامها كما كانت على صغرها بقدرتنا ، فكيف بكبارها .

التفسير :

3- بلى قادرين على أن نسوّي بنانه .

أي : نجمع عظام الإنسان بعد تفرّقها ، وصيرورتها رميما ورفاتا ، حال كوننا قادرين على تأليف جمعها ، وإعادتها إلى التركيب الأول ، وعلى أن نسوّي أصابعه .

أو نسوّي سلامياته على صغرها ، ونضم بعضها إلى بعض ، كما كانت من غير زيادة أو نقصان .

وخصّ الأصابع بالذات ، لما فيها من دقة التركيب ، وظهور آثار القدرة ، وإبداع الصانع جل جلاله في خلقها ، حتى تؤخذ بصمات الإنسان عند الحاجة إلى ذلك ، لأنه يكاد يكون لكل إنسان بصمة خاصة به ، وهذا من إعجاز القرآن الكريم حيث لم يكتشف هذا الأمر إلا من وقت قريب .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{بَلَىٰ قَٰدِرِينَ عَلَىٰٓ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُۥ} (4)

{ بلى } نجمعها ونؤلف بينها ونردها إلى أماكنها من الجسم كما كانت ؛ بعد تفرقها وصيرورتها رميها ورفاتا حيثما كانت . { قادرين } حال من فاعل الفعل المقدر بعد " بلى " أي نجمعها قادرين . { على أن نسوي بنانه } أي نجعلها مستوية الخلق . يقال : سوى الشيء ، أي جعله سويا أي مستويا . والبنان : الأصابع أو الأنامل ؛ جمع بنانة . ويقال لكل مفصل منها : بنانة . أي قادرين على أن نجعل أصابعه أو أنامله بعد جمعها وتأليفها خلقا سويا كما كانت قبل الموت . وخصت بالذكر لأنها آخر ما يتم به الخلق ؛ فذكرها يدل على تمام خلق سائر الأعضاء . أو قادرين على أن نسوي ونضم سلامياته ، مع صغرها ولطافتها ؛ كما كانت في الحياة الأولى فكيف بالعظام الكبار ! ؟

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{بَلَىٰ قَٰدِرِينَ عَلَىٰٓ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُۥ} (4)

قوله : { بلى قادرين على أن نسوي بنانه } بلى إيجاب لما بعد النفي . وقادرين ، منصوب على الحال . أي بلى نجمعها قادرين{[4696]} والبنان جمع ، ومفرده بنانة ، وهي أطراف الأصابع {[4697]} . فالله يبين لعباده أنه جامع الناس ليوم القيامة وباعثهم من قبورهم أحياء بل إنه قادر على إرجاع بنانه . فنبّه بالبنان على بقية الأعضاء . وهو لا يعزّ عليه – وهو الخلاق المقتدر أن يعيد خلق الإنسان من جديد بعد أن كان حطاما مختلطا بالتراب .


[4696]:البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 476.
[4697]:مختار الصحاح ص 65.