دانية عليهم ظلالها : قريبة منهم ظلال أشجارها .
ذللت قطوفها : قربت ثمارها لمتناولها .
14- ودانية عليهم ظلالها وذلّلت قطوفها تذليلا .
ظلال الجنة قريبة من أصحابها تدنو لهم وتقترب منهم ، وثمار وقطوفها في متناول أيديهم ، إذا كان أحدهم قائما تناول الثمر دون كلفة أو مشقة ، وإذا كان قاعدا أو مضّجعا فكذلك ، فهذا تذليلها ، لا يردّ اليد عنها بعد ولا شوك ، ولا يخفى أن الجنة ليس فيها شمس ولا قمر ، ولا حرّ ولا برد ، فيكون معنى دنوّ الظلال وقربها من أهل الجنة ، أن الظلال وضعت بحيث لو كانت هناك الشمس لكانت الظلال واقية لهم من حرّها وهجيرها ، أي : أي النعيم مضاعف في الجنة ، وكل ما يطلبونه يجدونه تحت أيديهم وتصرفهم .
{ ودانية عليهم ظلالها } عطف على الجملة قبلها الواقعة حالا من الضمير في " متكئين " أي أن ظلال الأشجار قريبة منهم ، مظلة عليهم ؛ زيادة في نعيمهم . { وذللت قطوفها } سخرت لهم ثمارها تسخيرا ، وسهل تناولها لهم تسهيلا ؛ بحيث يتناولهم القائم والقاعد والمضطجع ، لا يرد أيديهم عنها بعد ولا شوك ؛ من قولهم : ذلل الكرم – بالضم – أي دليت عناقيده . وأصله من الذل – بالضم والكسر – ضد الصعوبة . والقطوف : جمع قطف – بكسر القاف – وهو النقود حين يقطف . أو الثمار المقطوفة .
{ ودانيةً عليهم ظلالها } أي قريبة منهم ظلال أشجارها ، ونصب { دانيةً } بالعطف على قوله : { متكئين } وقيل : على موضع قوله : { لا يرون فيها شمساً ولا زمهريرا } ويرون { دانيةً } ، وقيل : على المدح ، { وذللت } سخرت وقربت ، { قطوفها } ثمارها ، { تذليلاً } يأكلون من ثمارها قياماً وقعوداً ومضطجعين ويتناولونها كيف شاؤوا على أي حال كانوا .
ولما كانت ترجمة هذا كما مضى : جنة ظليلة ومعتدلة ، عطف عليه بالواو دلالة على تمكن هذا الوصف وعلى اجتماعه مع ما قبله قوله{[70651]} : { ودانية } أي قريبة من الارتفاع { عليهم ظلالها } من غير أن يحصل منها ما يزيل الاعتدال { وذللت قطوفها } جمع قطف بالكسر وهو العنقود واسم للثمار المقطوفة أي المجنية { تذليلاً * } أي سهل تناولها تسيهلاً عظيماً لا يرد اليد عنها بعد ولا شوك لكل من يريد أخذها على أي حالة كان{[70652]} من اتكاء وغيره ، فإن كانوا قعوداً تدلت إليهم{[70653]} ، وإن كانوا قياماً و-{[70654]} كانت على الأرض ارتقت{[70655]} إليهم ، وهذا جزاء لهم على ما كانوا يذللون أنفسهم لأمر الله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.