بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَدَانِيَةً عَلَيۡهِمۡ ظِلَٰلُهَا وَذُلِّلَتۡ قُطُوفُهَا تَذۡلِيلٗا} (14)

ثم قال عز وجل : { وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظلالها } يعني : قريبة عليهم ظلال الشجر . { وَذُلّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً } يعني : قربت ثمارها ويقال سخرت قطوفها يعني : مجنى ثمرها تذليلاً يعني : قريباً ينالها القاعد والقائم . وروى بن أبي نجيح ، عن مجاهد قال : أرض الجنة من فضة ، وترابها مسك ، وأصول شجرها ذهب وفضة ، وأغصانها لؤلؤ وزبرجد ، والورق والثمر تحت ذلك ، فمن أكل قائماً لم يؤذه ، ومن أكل جالساً لم يؤذه ، ومن أكل مضطجعاً لم يؤذه . ثم قرأ { وَذُلّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً } وقال أهل اللغة . ذللت أي : أدنيت منهم ، من قولك : حائط ذليل إذا كان قصير السمك . والقطوف والثمرة واحدها قطف ، وهو نحو قوله تعالى : { قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ } [ الحاقة : 23 ] .