الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَدَانِيَةً عَلَيۡهِمۡ ظِلَٰلُهَا وَذُلِّلَتۡ قُطُوفُهَا تَذۡلِيلٗا} (14)

أخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وهناد بن السري وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن البراء بن عازب في وقوله : { ودانية عليهم ظلالهاً } قال : قريبة { وذللت قطوفها تذليلاً } قال : إن أهل الجنة يأكلون من ثمار الجنة قياماً وقعوداً ومضطجعين وعلى أي حال شاؤوا ، وفي لفظ قال : ذللت لهم فيتناولون منها كيف شاؤوا .

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة { وذللت قطوفها تذليلاً } قال : إن قعدوا نالوها .

وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك { وذللت قطوفها تذليلاً } قال : أدنيت منهم يتناولونها وهم متكئون .

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد { وذللت قطوفها تذليلاً } قال : أدنيت منهم يتناولونها إن قام ارتفعت بقدره ، وإن قعد تدلت حتى ينالها ، وإن اضطجع تدلت حتى ينالها ، فذلك تذليلها .

وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مسعود قال : يقول غلمان أهل الجنة من أين نقطف لك ؟ من أين نسقيك ؟

وأخرج ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد قال : أرض الجنة ورق ، وترابها مسك ، وأصول شجرها ذهب وورق ، وأفنانها اللؤلؤ والزبرجد والورق والثمار بين ذلك ، فمن أكل قائماً لم يؤذه ومن أكل مضطجعاً لم يؤذه ، ومن أكل جالساً لم يؤذه { وذللت قطوفها تذليلاً } وفي لفظ إن قام ارتفعت بقدره ، وإن قعد تدلت حتى ينالها ، وإن اضطجع تدلت حتى ينالها فذلك تذليلها .