فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَدَانِيَةً عَلَيۡهِمۡ ظِلَٰلُهَا وَذُلِّلَتۡ قُطُوفُهَا تَذۡلِيلٗا} (14)

{ ودانية عليهم ظلالها } قرأ الجمهور دانية بالنصب عطفا على محل لا يرون أو على متكئين أو صفة لمحذوف أي وجنة دانية كأنه قال وجزاهم جنة دانية ، وقال الزجاج هو صفة لجنة المتقدم ذكرها ، وقال الفراء منصوب على المدح ، وقرئ بالرفع على أنه خبر مقدم وظلالها مبتدأ مؤخر ، والجملة في محل نصب على الحال ، والمعنى أن ظلال الأشجار قريبة منهم مظلة عليهم ، زيادة في نعيمهم وإن كان لا شمس هنالك ، قال مقاتل : يعني شجرها قريب منهم ، وقرأ ابن مسعود ودانيا عليهم قال البراء بن عازب : دانية قريبة .

{ وذللت قطوفها تذليلا } معطوف على دانية كأنه قال ومذللة ، ويجوز أن تكون الجملة في محل نصب على الحال من الضمير في { عليهم } ويجوز أن تكون مستأنفة ، والقطوف الثمار جمع قطف بالكسر وهو العنقود .

والمعنى أنها سخرت ثمارها لمتناوليها تسخيرا كثيرا بحيث يتناولها القائم والقاعد ، والمضطجع والمتكئ ، ولا يرد أيديهم عنها بعد ولا شوك ، قال النحاس المذلل القريب التناول ، ومنه قولهم حائط ذليل أي قصير ، قال ابن قتيبة ذللت أدنيت من قولهم حائط ذليل إذا كان قصير السمك وقيل ذللت أي جعلت منقادة لا تمتنع على قطافها كيف شاؤوا .

عن البراء ابن عازب قال إن أهل الجنة يأكلون من ثمار الجنة قياما وقعودا ومضطجعين وعلى أي حال شاؤوا وفي لفظ قال ذللت فيتناولون منها كيف شاؤوا .