فإن قلت : { وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظلالها } علام عطفت ؟ قلت : على الجملة التي قبلها ؛ لأنها في موضع الحال من المجزيين ؛ وهذه حال مثلها عنهم لرجوع الضمير منها إليهم في عليهم ، إلا أنها اسم مفرد ، وتلك جملة في حكم مفرد تقديره : غير رائين فيها شمساً ولا زمهريراً ، ودانية عليهم ظلالها ؛ ودخلت الواو للدلالة على أن الأمرين مجتمعان لهم ، كأنه قيل : وجزاهم جنة جامعين فيها بين البعد عن الحرّ والقرّ ودنوّ الظلال عليهم وقرئ «ودانية » بالرفع ، على أن ظلالها مبتدأ ، ودانية خبر ، والجملة في موضع الحال ؛ والمعنى : لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً ، والحال أن ظلالها دانية عليهم ؛ ويجوز أن تجعل { مُتَّكِئِينَ } و { لاَ يَرَوْنَ } و { ودَانِيَةً } كلها صفات لجنة .
ويجوز أن يكون { وَدَانِيَةً } معطوفة على جنة ، أي : وجنة أخرى دانية عليهم ظلالها ، على أنها وعدوا جنتين ، كقوله { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ جَنَّتَانِ } [ الرحمن : 46 ] ، لأنهم وصفوا بالخوف : { إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبّنَا } [ الإنسان : 10 ] ،
فإن قلت : فعلام عطف { وَذُلِّلَتْ } ؟ قلت : هي - إذا رفعت { وَدَانِيَةً } - جملة فعلية معطوفة على جملة ابتدائية ، وإذا نصبتها على الحال ، فهي حال من دانية ، أي : تدنو ظلالها عليهم في حال تذليل قطوفها لهم . أو معطوفة عليها على : ودانية عليهم ظلالها ، ومذللة قطوفها ؛ وإذا نصبت { وَدَانِيَةً } على الوصف ، فهي صفة مثلها ؛ ألا ترى أنك لو قلت : جنة ذللت قطوفها : كان صحيحاً ؛ وتذليل القطوف : أن تجعل ذللا لا تمتنع على قطافها كيف شاءوا . أو تجعل ذليلة لهم خاضعة متقاصرة ، من قولهم : حائط ذليل إذا كان قصيراً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.