فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَدَانِيَةً عَلَيۡهِمۡ ظِلَٰلُهَا وَذُلِّلَتۡ قُطُوفُهَا تَذۡلِيلٗا} (14)

{ وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظلالها } قرأ الجمهور : { دَانِيَةً } بالنصب عطفاً على محل لا يرون ، أو على متكئين ، أو صفة لمحذوف : أي وجنة دانية ، كأنه قال : وجزاهم جنة دانية . وقال الزجاج : هو صفة لجنة المتقدم ذكرها . وقال الفرّاء : هو منصوب على المدح . وقرأ أبو حيوة : ( ودانيةً ) بالرفع على أنه خبر مقدّم وظلالها مبتدأ مؤخر ، والجملة في موضع النصب على الحال . والمعنى : أن ظلال الأشجار قريبة منهم مظلة عليهم زيادة في نعيمهم ، وإن كان لا شمس هنالك . قال مقاتل : يعني : شجرها قريب منهم . وقرأ ابن مسعود ( ودانياً عليهم ) . { وَذُلّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً } معطوف على دانية كأنه قال : ومذللة . ويجوز أن تكون الجملة في محل نصب على الحال من الضمير في عليهم ، ويجوز أن تكون مستأنفة ، والقطوف الثمار ، والمعنى : أنها سخرت ثمارها لمتناوليها تسخيراً كثيراً بحيث يتناولها القائم والقاعد والمضطجع لا يردّ أيديهم عنها بعد ولا شوك . قال النحاس : المذلل القريب المتناول ، ومنه قولهم حائط ذليل : أي قصير . قال ابن قتيبة : ذللت أدنيت ، من قولهم حائط ذليل : أي كان قصير السمك . وقيل : ذللت : أي جعلت منقادة لا تمتنع على قطافها كيف شاءوا .

/خ22