تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِذِ ٱلۡأَغۡلَٰلُ فِيٓ أَعۡنَٰقِهِمۡ وَٱلسَّلَٰسِلُ يُسۡحَبُونَ} (71)

69

المفردات :

الأغلال : القيود تجمع الأيدي إلى الأعناق .

يسحبون : يجرّون بعنف بالسلاسل .

الحميم : الماء الذي بلغ الغاية في الحرارة .

يسجرون : يحرقون ، يقال : سجر التنور ، إذا ملأه بالوقود ومنه : { والبحر المسجور } . ( الطور : 6 ) أي : المملوء .

التفسير :

71 ، 72 –{ إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون * في الحميم ثم في النار يسجرون } .

أي : سوف يعلمون عاقبة كفرهم يوم القيامة ، حين تكون الأغلال والقيود في أعناقهم وأيديهم ، والسلاسل في أرجلهم ، والزبانية يجرونهم بها إلى جهنم ، ليكونوا وقودا لها ، كما قال تعالى : { وقودها الناس والحجارة . . . } ( البقرة : 24 ) .

{ في الحميم ثم في النار يسجرون } .

يوضعون في الحميم ، وهو الماء المتناهي في الحرارة ، فتتقطّع جلودهم ، وتنسلخ لحومهم ، ثم يحرقون في النار التي توقد بهم ، وتحيط بهم .

قال تعالى : { خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم * ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم * ذق إنك أنت العزيز الكريم * إن هذا ما كنتم به تمترون } . ( الدخان : 50 ، 47 ) .

وقال تعالى : { هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون* يطوفون بينها وبين حميم آن } . ( الرحمن : 43 ، 44 ) .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{إِذِ ٱلۡأَغۡلَٰلُ فِيٓ أَعۡنَٰقِهِمۡ وَٱلسَّلَٰسِلُ يُسۡحَبُونَ} (71)

{ إذ الأغلال في أعناقهم . . . } أي فسوف يعلمون عقوبة تكذيبهم ؛ إذ الأغلال والسلاسل في أعناقهم يجرون بها في الحميم ، ثم في النار يحرقون فيكونون وقودها . و " الأغلال " : جمع غل ، وهو القيد يوضع في اليد والعنق فيجمعهما ؛ ولذا يسمى الجامع . " والسلاسل " : جمع سلسلة ؛ من تسلسل السيء : اضطرب ؛ كأنه يصور منه تسلل متردد فردد لفظه تنبيها على تردد معناه . ومنه ماء سلسل : أي تردد في مقره حتى صفاء و " الحميم " الماء البالغ غاية الحرارة . و " يسجرون " من شجر التنور : إذا ملأه وقودا .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِذِ ٱلۡأَغۡلَٰلُ فِيٓ أَعۡنَٰقِهِمۡ وَٱلسَّلَٰسِلُ يُسۡحَبُونَ} (71)

يُسحبون : يجرون .

حين تكون الأغلال في رقابهم يُجرون بها في الماء الحار ،

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِذِ ٱلۡأَغۡلَٰلُ فِيٓ أَعۡنَٰقِهِمۡ وَٱلسَّلَٰسِلُ يُسۡحَبُونَ} (71)

قوله تعالى : " إذ الأغلال في أعناقهم " أي عن قريب يعلمون بطلان ما هم فيه إذا دخلوا النار وغلت أيديهم إلى أعناقهم . قال التيمي : لو أن غلا من أغلال جهنم وضع على جبل لوهصه حتى يبلغ الماء الأسود . " والسلاسل يسحبون " بالرفع قراءة العامة عطفا على الأغلال . قال أبو حاتم : " يسحبون " مستأنف على هذه القراءة . وقال غيره : هو في موضع نصب على الحال ، والتقدير : " إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل " مسحوبين . وقرأ ابن عباس وأبو الجوزاء وعكرمة وابن مسعود " والسلاسل " بالنصب " يسحبون " بفتح الياء والتقدير في هذه القراءة ويسحبون السلاسل . قال ابن عباس : إذا كانوا يجرونها فهو أشد عليهم وحكي عن بعضهم " والسلاسل " بالجر ووجهه أنه محمول على المعنى ، لأن المعنى أعناقهم في الأغلال والسلاسل . قاله الفراء . وقال الزجاج : ومن قرأ " والسلاسل يسحبون " بالخفض فالمعنى عنده وفي " السلاسل يسحبون " . قال ابن الأنباري : والخفض على هذا المعنى غير جائز ؛ لأنك إذا قلت زيد في الدار لم يحسن أن تضمر " في " فتقول زيد الدار ، ولكن الخفض جائز . على معنى إذ أعناقهم في الأغلال والسلاسل ، فتخفض السلاسل على النسق على تأويل الأغلال ؛ لأن الأغلال في تأويل الخفض ، كما تقول : خاصم عبد الله زيدا العاقلين فتنصب العاقلين . ويجوز رفعهما ؛ لأن أحدهما إذا خاصم صاحبه فقد خاصمه صاحبه ، أنشد الفراء :

قد سالَمَ الحَيَّاتِ منهُ القَدَمَا *** الأفْعُوَانَ والشُّجَاعَ الشَّجْعَمَا{[13400]}

فنصب الأفعوان على الإتباع للحيات إذا سالمت القدم فقد سالمتها القدم . فمن نصب السلاسل أو خفضها لم يقف عليها .


[13400]:الشجعم: الضخم من الحيات.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِذِ ٱلۡأَغۡلَٰلُ فِيٓ أَعۡنَٰقِهِمۡ وَٱلسَّلَٰسِلُ يُسۡحَبُونَ} (71)

ولما كانوا في الدنيا قد جمعت أيديهم إلى أذقانهم بجوامع السطوة ، ثم وصلت بسلاسل القهر يساقون بها عن مقام الظفر بالنجاح إلى أهويات الكفر بالجدال بالباطل ومهامه الضلال المبين كما قال تعالى

{ إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً }[ يس : 8 ] الآية ، فجعل باطن تلك السلاسل الدنيوية والأغلال ظاهراً في ذلك المجمع قال : { إذ } أي حين تكون { الأغلال } جمع غل ، قال في ديوان الأدب ، هو الذي يعذب به الإنسان . وقال القزاز : الغل من الحديد معروف ، ويكون من القد ، وقال في النهاية : هو الحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه ، ويقال لها جامعة أيضاً - انتهى . وأصله الإدخال ، يدخل فيه العنق واليد فتجمعان به ، وذلك معنى قول الصغاني في مجمع البحرين : في رقبته غل من حديد ، وقد غلت يده إلى عنقه { في أعناقهم } أي جامعة لأيديهم إلى تراقيهم ، وعبر بإذ ومعناها المضي مع سوف ومعناها الاستقبال ، لأن التعبير بالمضي إنما هو إشارة إلى تحقق الأمر مع كونه مستقبلاً { والسلاسل } أي في أعناقهم أيضاً يقيدهم ذلك عن كل تصرف لكونهم لم يتقيدوا بكتاب ولا رسول ، والسلسلة من : تسلسل الشيء : اضطرب ، قال الراغب : كأنه تصور منه تسلسل متردد ، فردد لفظه تنبيهاً على تردد معناه ، وما سلسل متردد في مقره حتى صفا ، حال كونهم { يسحبون * } أي بها ، والسحب : الجر بعنف