الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{إِذِ ٱلۡأَغۡلَٰلُ فِيٓ أَعۡنَٰقِهِمۡ وَٱلسَّلَٰسِلُ يُسۡحَبُونَ} (71)

{ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا } من الكتب .

فإن قلت : وهل قوله : { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ إِذِ الاغلال فِى أعناقهم } إلى مثل قولك : سوف أصوم أمس ؟ قلت : المعنى على إذا : إلا أن الأمور المستقبلة لما كانت في أخبار الله تعالى متيقنة مقطوعاً بها : عبر عنها بلفظ ما كان ووجد ، والمعنى على الاستقبال . وعن ابن عباس : والسلاسل يسحبون بالنصب وفتح الياء ، على عطف الجملة الفعلية على الإسمية . وعنه : والسلاسل يسحبون بجر السلاسل . ووجهه أنه لو قيل : إذْ أعناقهم في الأغلال مكان قوله : { إِذِ الاغلال فِى أعناقهم } لكان صحيحاً مستقيماً ، فلما كانتا عبارتين معتقبتين : حمل قوله : { والسلاسل } على العبارة الأخرى . ونظيره :

مَشَائِيمُ لَيْسُوا مُصْلِحِينَ عَشِيرَةً ***وَلاَ نَاعِبٍ إلاَّ بِبَيْنٍ غُرَابُهَا

كأنه قيل : بمصلحين . وقرىء : «وبالسلاسل يسحبون » .