تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِذِ ٱلۡأَغۡلَٰلُ فِيٓ أَعۡنَٰقِهِمۡ وَٱلسَّلَٰسِلُ يُسۡحَبُونَ} (71)

الآيتان 71 و72 وقوله تعالى : { إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ } { فِي الْحَمِيمِ } ذكر أن في السلاسل ثلاث لغات : الرفع والنصب والخفض{[18362]} : فمن رفعها يقول معناه : إذ جُعل الأغلال والسلاسل في أعناقهم ، يُسحبون بها في الحميم . ومن قال بالخفض فتأويله : إذ الأغلال في أعناقهم ، أي تجعل الأغلال في السلاسل ، فيُسحبون بها في الحميم . ومن قال بالنصب فكأنه{[18363]} قرأ : إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون [ في الحميم ، أي يسحبون ]{[18364]} السلاسل في الحميم .

وقوله تعالى : { يُسجَرون } أي يُجرّون ، والحميم قد مر تأويله ، وهو ماء يشرب منه ، قد انتهى حرّه غايته .

وقوله تعالى : { ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ } أي يوقدون . ذكر ما يُسقَون فيها ، وهو الحميم ، وذكر ما يُحرقون به .

قال أبو عوسجة : { يُسحَبون } أي يُجرّون ، وصرفه : سَحَبَ يَسْحَبُ سَحْبًا ، أي يجُرّ . وقوله : { يُسجَرون } أي يوقدون بهم ، يقال : سجرت /481– أ/ أي أوقدت فيه ، وصرفه : سَجَرَ يَسْجُرُ سَجْرًا .


[18362]:انظر معجم القراءات القرآنية ح6/57 و/58.
[18363]:الفاء ساقطة من الأصل وم.
[18364]:من م، ساقطة من الأصل.