بلى : نجمعها بعد التفرق والبلى .
نسوّي بنانه : البنان : الأصابع أو أطرافها ، فنردّ عظامها كما كانت على صغرها بقدرتنا ، فكيف بكبارها .
3- بلى قادرين على أن نسوّي بنانه .
أي : نجمع عظام الإنسان بعد تفرّقها ، وصيرورتها رميما ورفاتا ، حال كوننا قادرين على تأليف جمعها ، وإعادتها إلى التركيب الأول ، وعلى أن نسوّي أصابعه .
أو نسوّي سلامياته على صغرها ، ونضم بعضها إلى بعض ، كما كانت من غير زيادة أو نقصان .
وخصّ الأصابع بالذات ، لما فيها من دقة التركيب ، وظهور آثار القدرة ، وإبداع الصانع جل جلاله في خلقها ، حتى تؤخذ بصمات الإنسان عند الحاجة إلى ذلك ، لأنه يكاد يكون لكل إنسان بصمة خاصة به ، وهذا من إعجاز القرآن الكريم حيث لم يكتشف هذا الأمر إلا من وقت قريب .
البنان : مفردها بنانة وهي أطراف الأصابع .
بلى نحن قادرون على ذلك وعلى أعظمَ منه ، فنحن قادرون على أن نسوي بنانه على صغرها ولطافتها ، وضم بعضها إلى بعض ، فكيف بكبار العظام ! إن من يقدر على جمع العظام الصغار فهو على غيرها من الكبار أقدَر .
واعلم أن عظام اليدين ثلاثون ، وعظام أصابع الرجلين ثمانية وعشرون ، فيكون مجموعهما ثمانية وخمسين ، وهذه عظام دقيقة وضعت لمنافع لولاها ما تمت تلك المنافع كالقبض والبسط واستعمال اليدين في الجذب والدفع وغير ذلك مما لا يحصى . فلولا دقة هذه العظام وحسن تركيبها ما انتظمت الأعمال المترتبة على اليدين . وكذلك الفقرات ، تعدّدت ولم تجعل عظمة واحدة ، لأنها لو جُعلت واحدة لعاقت حركة الإنسان . وقد جُعلت فقراتٍ متتالية ليمكنه الحركة والسكون ، ويكون ذلك سهلا عليه أينما كان ، فلولا الفقرات وتفصيلها لم يقدر الإنسان على الانحناء للأعمال والحركات المختلفة ، بل يكون منتصبا كالخشبة . ومجموع العظام في جسم الإنسان مئتان وثمانية وأربعون قطعة ، { فَتَبَارَكَ الله أَحْسَنُ الخالقين } [ المؤمنون : 14 ] .
قوله : { بلى قادرين على أن نسوي بنانه } بلى إيجاب لما بعد النفي . وقادرين ، منصوب على الحال . أي بلى نجمعها قادرين{[4696]} والبنان جمع ، ومفرده بنانة ، وهي أطراف الأصابع {[4697]} . فالله يبين لعباده أنه جامع الناس ليوم القيامة وباعثهم من قبورهم أحياء بل إنه قادر على إرجاع بنانه . فنبّه بالبنان على بقية الأعضاء . وهو لا يعزّ عليه – وهو الخلاق المقتدر أن يعيد خلق الإنسان من جديد بعد أن كان حطاما مختلطا بالتراب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.