تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{۞أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ يَقُولُونَ لِإِخۡوَٰنِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَئِنۡ أُخۡرِجۡتُمۡ لَنَخۡرُجَنَّ مَعَكُمۡ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمۡ أَحَدًا أَبَدٗا وَإِن قُوتِلۡتُمۡ لَنَنصُرَنَّكُمۡ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (11)

المنافقين واليهود

{ أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ( 11 ) لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ ( 12 ) لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ( 13 ) لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ ( 14 ) كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 15 ) كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ( 16 ) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ( 17 ) }

11

المفردات :

نافقوا : أظهروا غير ما أضمروا ، وبالغوا في إخفاء عقائدهم .

الإخوان : الأصدقاء ، واحدهم أخ ، والأخ من النسب جمعه إخوة .

التفسير :

11- { أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } .

ألم تر : أسلوب يراد به التعجب من حال المتحدث عنه ، وبيان أن أمره غاية في الغرابة ، وموضع للدهشة والحيرة .

فهؤلاء قوم من منافقي المدينة لهم أقوال تخالف ما يبطنون ، منهم عبد الله بن أُبيّ وشيعته ، رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم شرع يحاصر بني النضير ويقاتلهم ، فأرسلوا إليهم يقولون لهم : إنا قادمون لمساعدتكم بخيلنا ورجلنا ولا نسلمكم لمحمد أبدا ، فجِدّوا في قتالهم ، ولا تهنوا في الدفاع عن دياركم وأموالكم ، حتى إذا اشتد الحصار ، وأوغل المسلمون في الدخول في ديارهم ، وتحريق نخيلهم ، وهدم بيوتهم ، رأى بنو النضير أن تلك الوعود كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ، وأنهم بين أمرين :

1- الاستسلام وقبول حكم محمد صلى الله عليه وسلم فيهم .

2- إفناؤهم وتخريب ديارهم .

وقد أدخل الله الرعب في قلوبهم ، فاختاروا الدنيّة ، وقبلوا الجلاء عن الديار ، واستبان لهم أن المنافقين كانوا كاذبين لا عهود لهم ولا وعود ، كما هو دأبهم في كل زمان ومكان .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{۞أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ يَقُولُونَ لِإِخۡوَٰنِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَئِنۡ أُخۡرِجۡتُمۡ لَنَخۡرُجَنَّ مَعَكُمۡ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمۡ أَحَدًا أَبَدٗا وَإِن قُوتِلۡتُمۡ لَنَنصُرَنَّكُمۡ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (11)

الذين نافقوا : أظهروا الإسلام وأضمروا الكفر .

ثم يأتي الحديث عن المنافقين ، وكَذِبهم وخداعهم ، وعدم وفائهم بما قالوا لإخوانهم اليهود الذين اتفقوا على بُغض الرسول الكريم والمؤمنين ، فيقول تعالى تعجّباً من كفرهم وكذبهم ونفاقهم : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين نَافَقُواْ يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الذين كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الكتاب لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلاَ نُطِيعُ فيكُمْ أَحَداً أَبَداً } .

ألم تَعْجَبْ من حال هؤلاء المنافقين الذين خدعوا إخوانهم في الكفر ، اليهودَ من بني النضير ، حيث قالوا لهم اصمُدوا في دِياركم ولا تخرُجوا ، فإننا سننصركم ، وإن أُخرجْتم من المدينة لنخرجنَّ معكم ، ولا نطيعُ في شأنِكم أحدا أبدا .

{ وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ والله يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } ، إن قاتلكم المسلمون قاتلنا نحن معكم . والله يشهد إن المنافقين لكاذبون فيما وعدوا به .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{۞أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ يَقُولُونَ لِإِخۡوَٰنِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَئِنۡ أُخۡرِجۡتُمۡ لَنَخۡرُجَنَّ مَعَكُمۡ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمۡ أَحَدًا أَبَدٗا وَإِن قُوتِلۡتُمۡ لَنَنصُرَنَّكُمۡ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (11)

شرح الكلمات :

{ ألم تر } : أي ألم تنظر .

{ نافقوا } : أي أظهروا الإِيمان وأخفوا في نفوسهم الكفر .

{ لإِخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب } : أي يهود بني النضير .

{ لئن أخرجتم } : أي من دياركم بالمدينة .

{ لنخرجن معكم } : أي نخرج معكم ولا نبقى بعدكم في المدينة .

{ وإن قوتلتم } : أي قاتلكم محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه .

{ لننصرنكم } : أي بالرجال والسلاح .

{ والله يشهد إنهم لكاذبون } : أي فيما وعدوا به إخوانهم من بني النضير .

المعنى :

ما زال السياق في الحديث عن غزوة بني النضير فيقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم .

{ ألم تر } أي ما تنظر يا رسولنا إلى الذين نافقوا وهم عبد الله بن سلول ووديعة ومالك ابنا نوفل وسويد وداعس إذ بعثوا إلى بني النضير حين نزل بساحتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لحربهم بعثوا إليهم أن اثبتوا وتمنعوا وإن قوتلتم قاتلنا معكم وإن أخرجنا معكم غير أنهم لم يفوا لهم ولم يأتهم منهم أحد وقذف الله الرعب في قلوبهم فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُجليهم ويكف عن دمائهم على أن لهم ما حملت الإِبل من أموالهم إلا الحلْقة " السلاح " هذا معنى قوله تعالى { ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإِخوانهم في الكفر } من أهل الكتاب " يهود بني النضير " لئن أخرجتم من المدينة لنخرجن معكم ، ولا نطيع فيكم أي في نصرتكم والوقوف إلى جنبكم أحداً كائنا من كان وإن لم يقاتلوا معهم ولم يخرجوا معهم كما خرجوا من ديارهم .

الهداية :

من الهداية :

- تقرير حقيقة وهي أن الكفر ملة واحدة وأن الكافرين إخوان .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{۞أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ يَقُولُونَ لِإِخۡوَٰنِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَئِنۡ أُخۡرِجۡتُمۡ لَنَخۡرُجَنَّ مَعَكُمۡ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمۡ أَحَدًا أَبَدٗا وَإِن قُوتِلۡتُمۡ لَنَنصُرَنَّكُمۡ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (11)

قوله عز وجل : { ألم تر إلى الذين نافقوا } أي أظهروا خلاف ما أضمروا : يعني : عبد الله بن أبي سلول وأصحابه ، { يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب } وهم اليهود من بني قريظة والنضير ، جعل المنافقين إخوانهم في الدين ، لأنهم كفار مثلهم . { لئن أخرجتم } من المدينة ، { لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحداً } يسألنا خذلانكم وخلافكم ، { أبداً وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم }يعني المنافقين . { لكاذبون . } .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{۞أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ يَقُولُونَ لِإِخۡوَٰنِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَئِنۡ أُخۡرِجۡتُمۡ لَنَخۡرُجَنَّ مَعَكُمۡ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمۡ أَحَدًا أَبَدٗا وَإِن قُوتِلۡتُمۡ لَنَنصُرَنَّكُمۡ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (11)

{ ألم تر إلى الذين نافقوا } الآية وذلك أن المنافقين ذهبوا الى بني النضير لما حاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا لا تخرجوا من دياركم فإن قاتلكم محمد كنا معكم وإن أخرجكم خرجنا معكم وذلك قوله :{ لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا } سألنا خذلانكم { أبدا } فكذبهم الله تعالى فيما قالوا بقوله :{ والله يشهد إنهم لكاذبون } والآية الثانية وذكر أنهم ان نصروهم انهزموا ولم ينتصروا وهو قوله { ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون } .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{۞أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ يَقُولُونَ لِإِخۡوَٰنِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَئِنۡ أُخۡرِجۡتُمۡ لَنَخۡرُجَنَّ مَعَكُمۡ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمۡ أَحَدًا أَبَدٗا وَإِن قُوتِلۡتُمۡ لَنَنصُرَنَّكُمۡ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (11)

ولما دل على أن{[63983]} هذا الثناء{[63984]} للصادقين في الإيمان بإقامة{[63985]} السنة بالهجرة والإيثار والاجتهاد في الدعاء لمن{[63986]} تبين الإيمان فسهل به طريق الأمان ، فأخرج ذلك المنافقين وأفهم أنهم لا يفعلون ذلك لأنهم لا رسوخ لهم في الإيمان الحامل على ذلك ، دل على نفاقهم الموجب لكذبهم بقوله متمماً للقصة مخاطباً لأعلى الخلق إشارة إلى أنه لا يطلع على نفاقهم لما لهم فيه من دقة المكر حق الاطلاع غيره صلى الله عليه وسلم معجباً من حالهم{[63987]} في عدم رسوخهم مع ما يرون من المعجزات والآيات البينات ويرون من حال المؤمنين من إسباغ الرحمة عليهم بتسهيل الأمور والنصرة على الجبابرة والإعراض{[63988]} عن الدنيا مع الإقبال على الآخرة والاجتهاد في الدين الذي{[63989]} هو وحده داع إلى الإيمان ومرقق للقلوب ومبين للحقائق{[63990]} غاية البيان : { ألم تر } أي تعلم علماً هو في قوة{[63991]} الجزم به{[63992]} كالمشاهد{[63993]} يا أعلى الخلق ، وبين بعدهم عن جنابه العالي ومنصبه الشريف الغالي بأداة الانتهاء{[63994]} فقال تعالى : { إلى الذين نافقوا } أي أظهروا غير ما أضمروا ، أظهروا{[63995]} الخير وبالغوا في إخفاء عقائدهم بالشر مبالغة من ساجل{[63996]} غيره ، وهم عبد الله بن أبي وأصحابه ، قالوا : والنفاق لفظ إسلامي لم تكن العرب تعرفه قبله ، وهو استعارة من {[63997]}فعل الضب{[63998]} في نافقائه وقاصعائه ، وصور حالهم بقوله : { يقولون لإخوانهم } أي في الموالاة بالضلالة{[63999]} .

ولما جمعهم في الكفر وإن افترقوا في المساترة والمجاهرة ، وصف المجاهرين بنوع مساترة توجب النفرة منهم وتقضي بهلاك من صادقهم فقال : { الذين كفروا } أي غطوا أنوار المعارف التي دلتهم{[64000]} على الحق ، وعينهم بما أبلغ في ذمهم {[64001]}من حيث{[64002]} إنهم ضلوا على علم فقال : { من أهل الكتاب } وهم بنو{[64003]} النضير هؤلاء ، وبكتهم بكذبهم فيما أكدوا الموعد به لأنه في حيز ما ينكر من جهة أنهم لا يقدرون على المجاهرة بكفرهم فكيف بالمبارزة بالخلاف لقومهم الأنصار والنبي صلى الله عليه وسلم فيهم في قولهم : { لئن أخرجتم } أي{[64004]} من مخرج ما من بلدهم الذي في المدينة الشريفة فخرجتم من غير أن تقاتلوا { لنخرجن معكم } فكان ما قضي به على إخوانهم من الإخراج فألاً وكل بمنطقهم .

ولما كان من المعلوم{[64005]} أن للمنافقين أقارب من أكابر المؤمنين ، وكان من المعلوم - أنهم يقومون عليهم في منعهم من القيام معهم نصيحة{[64006]} لهم وإحساناً إليهم ، وكان تجويز بني النضير موهناً لذلك{[64007]} ، قالوا مؤكدين للكون معهم : { ولا نطيع فيكم } أي في خذلانكم ، والمعنى أنه لو فرض أنه صار أحد في القرب منكم مثل قرب المظروف من الظرف ما أطعناه في التقصير فيما يسركم { أحداً } أي يسألنا خذلانكم من الرسول والمؤمنين ، وأكدوا بقولهم : { أبداً } أي ما دمنا نعيش ، وبمثل{[64008]} هذا العزم استحق الكافر الخلود الأبدي في العذاب .

ولما قدموا في معونتهم ما كان فألاً قاضياً عليهم ، أتبعوه قولهم : { وإن قوتلتم } أي من أي مقاتل{[64009]} كان فقاتلتم ولم تخرجوا { لننصرنكم } فالآية من الاحتباك : ذكر الإخراج أولاً دليلاً على ضده ثانياً ، والقتال ثانياً دليلاً على حذف ضده أولاً ، ومعنى الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل إلى بني النضير : " اخرجوا من بلدي ولا تساكنوني ، قد هممتم بالغدر بن وقد أجلتكم عشراً ، فمن رئي بعد ذلك منكم ضربت عنقه " فأرسل{[64010]} إليهم ابن أبي بما تقدم .

ولما كان قولهم هذا كلاماً يقضي عليه سامعه بالصدق من حيث كونه مؤكداً مع كونه مبتدأ من غير سؤال فيه ، بين حاله{[64011]} سبحانه بقوله : { والله } أي يقولون ذلك {[64012]}والحال{[64013]} أن المحيط بكل شيء قدرة وعلماً { يشهد } بما يعلم من بواطنهم في عالم الغيب . ولما كان بعض من يسمع قولهم هذا ينكر أن لا يطابقه الواقع ، وكان إخلافهم{[64014]} فيه متحققاً في علم الله ، أطلق عليه ما لا يطلق إلا على ما كشف الواقع عن أنه غير مطابق ، فقال تشجيعاً للمؤمنين على قتالهم مؤكداً { إنهم } أي المنافقون { لكاذبون * } وهذا من أعظم دلائل النبوة لأنه إخبار بمغيب بعيد عن العادة بشهادة ما ظننتم أن يخرجوا فحققه الله عن قريب{[64015]} .


[63983]:- زيد من ظ وم.
[63984]:- من ظ وم، وفي الأصل: النداء.
[63985]:- من ظ وم، وفي الأصل: في إقامة.
[63986]:- من ظ وم، وفي الأصل: لمن.
[63987]:-من ظ وم، وفي الأصل: حللهم.
[63988]:- من ظ وم، وفي الأصل: إلا-كذا.
[63989]:- زيد من ظ.
[63990]:- من م، وفي الأصل وظ: للحقوق.
[63991]:- من ظ وم، وفي الأصل: غلبة.
[63992]:- زيد من م.
[63993]:- من ظ وم، وفي الأصل: كالمشاهدة.
[63994]:- من ظ وم، وفي الأصل: الاستفهام.
[63995]:- زيدت الواو في الأصل و ظ ولم تكن في م فحذفناها.
[63996]:- من ظ وم، وفي الأصل: سجل.
[63997]:- من ظ وم، وفي الأصل: لفظ.
[63998]:- من ظ وم، وفي الأصل: لفظ.
[63999]:- من ظ وم، وفي الأصل: الضلال.
[64000]:- من ظ وم، وفي الأصل: دلت.
[64001]:- من ظ وم، وفي الأصل: بحيث.
[64002]:- من ظ وم، وفي الأصل: بحيث.
[64003]:- من ظ وم، وفي الأصل: بنى.
[64004]:- زيد من ظ و م
[64005]:-زيد من ظ وم.
[64006]:- من ظ وم، وفي الأصل: فضيحة.
[64007]:- في ظ: لهم.
[64008]:- من ظ وم، وفي الأصل: مثل.
[64009]:- من ظ وم، وفي الأصل: قاتل.
[64010]:- زيد في الأصل: لهم، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[64011]:- من م، وفي الأصل وظ: حالهم.
[64012]:- من ظ وم، وفي الأصل: فالحال.
[64013]:- من ظ وم، وفي الأصل: فالحال.
[64014]:- من ظ وم، وفي الأصل: من أخلاقهم.
[64015]:- من ظ، وفي الأصل وم: قرب.